لماذا نحن مدمنون إلى هذا الحد؟

لربما تبادر إلى ذهنك من كلمة إدمان صورة المخدرات أو الكحوليات أو أي ممنوعات، لكن المعاني اليوم تبدلت والمفردات تغيرت صار إدمان اليوم مختلفًا عما كنا نعنيه بالأمس، بات الإدمان هو بين الألعاب والتطبيقات، تتحدث مع هذا وتنشر صورة على ذاك.

إدمان من نوع آخر.. لا يعاقب عليه القانون بل يعاقب عليها الواقع والحياة

السؤال الذي دائمًا ما يتبادر إلى ذهني: ماذا فعلت بنا مواقع التواصل الاجتماعي؟

هي صحيح وسعت آفاقنا.. وجعلتنا ننطلق ونرى العالم الآخر أو الموازي، لكنها في المقابل جعلت مشاعرنا إلكترونية، جمدت الإحساس فينا بل لقد نسينا حتى أنفسنا.

للأسف هذه القطع الحديدية حطمت أشياء مميزة وأكثر خصوصية فينا قربتنا حينًا وفرقتنا أحيانا كثيرة.

فهذه التطبيقات كثيرًا ما تضخم المعلومات والأحداث تارة وتهولها تارات أخرى ونخضع لمعايير مشروط وإنسانية مع وقف لتنفيذ وهذا رأينا في دعمنا لقضايا معينة.

“كم أقفلت حسابات وكم حذرت وكم حذفت”

بسبب حرية رأي مشروطة.. توافقني الرأي أنت جميل ومرحبًا بك، تخالفني الرأي “نطردك أو نحذف حساباتك أو نعلقها”، وبالتأكيد رأيتم تأثيرها البالغ على الأطفال والمراهقين.

إذ تُشير آخر الدراسات في هذا الشأن إلى أن المراهقين الذي يُدمنون استخدام الإنترنت يحتلون مراكز مُتقدمة بالإصابة في بعض الأمراض النفسية كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو حتى الشعور بالقلق.

إلى أن ظهرت أجيال من الأطفال والشباب تقضي معظم اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني، لدرجة أنهم لا يستطيعون البعد والتخلي عن هذه المواقع لبضع دقائق.

وحتى الكبار لم يسلموا منها إذ كشفت دراسة بحثية أخرى أن أكثر من نصف مستخدمي مواقع التواصل يعانون من متلازمة “الخوف من فقدان شيء ما”.

وأضافت الدراسة أن 27% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يقومون باستطلاع حساباتهم على تلك المواقع فور استيقاظهم لمعرفة ما فاتهم خلال فترة نومهم.

وأشارت إلى أن 35% من المستخدمين يقضون ما يزيد عن 31 دقيقة يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بريدهم الإلكتروني لاستطلاع الرسائل الواردة فيه والرد عليها.

وغيرها الكثير والكثير..

فهل سينتهي هذا الكابوس يومًا ما؟