العملية العسكرية التركية الجديدة شمالي سوريا.. ضرورة أمنية وإنسانية لأسباب عدة

 

تتوجه الأنظار إلى الجيش التركي الذي من المتوقع أن يطلق في أي لحظة العملية العسكرية الجديدة التي تنوي تركيا شنها شمالي سوريا ضد التنظيمات الإرهابية، لندرك من مجرد التوقيت أن تركيا بارعة في اغتنام اللحظات التاريخية لتحقيق مصلحتها.

تركيا ستبدأ باتخاذ خطوات تتعلق باستكمال الجزء المتبقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة بعمق 30 كيلومترا، على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، وفعلا أكملت القوات المسلحة وأجهزة المخابرات والأمن التركية استعداداتها لهذه الخطوة.

العملية العسكرية المرتقبة حاجة ضرورية، فلا يمكن التعايش مع الإرهاب أو الاستسلام له، مهما كانت الضغوط على تركيا.

ستنفّذ تركيا العملية المرتقبة لحماية أمنها القومي وحماية حدودها من هجمات التنظيمات الإرهابية وحماية المناطق السورية المحررة من المفخخات والقذائف التي يتعمد الإرهابيون استخدامها ضد المدنيين، كذلك العملية ضرورية لمنع تقسيم سوريا، وتقسيم المنطقة من جديد بعد التقسيم الذي حصل قبل 100 عام.

كذلك من أهداف العملية، إنشاء منطقة آمنة يمكن أن تستوعب أكثر من مليوني سوري من المهجرين سواء من أبناء المناطق التي سيتم تحريرها أو المناطق المحررة سابقا.

ساعة الصفر

طيلة السنوات تلقى تنظيم “قسد” الإرهابي الدعم الكبير والحماية من الخارح، ولكن الآن تغيرت الظروف السياسية والمعطيات العسكرية، والجهات الداعمة لـ”قسد” لم تعد قادرة على الاستمرار في تقديم الدعم، لذلك فإن توقيت العملية هو توقيت مدروس فيه الكثير من الذكاء السياسي، فضلا عن الاستعدادات العسكرية الواسعة.

ويترقب سكان الشمال السوري وأبناء المناطق الذين هجرتهم التنظيمات الإرهابية منها، إعلان ساعة الصفر من الجانب التركي لتطهير هذه المناطق من “قسد” الإرهابي.

نعم، إن الملف السوري هو مسألة وجودية بالنسبة لتركيا، وسوريا تُعد العمق الاستراتيجي الأهم بالنسبة لتركيا، لذلك فإن تركيا لن تقبل لا اليوم ولا غدا بوجود تنظيمات إرهابية على حدودها الجنوبية، سواء في شمالي سوريا أو شمالي العراق.

سابقا أجرت تركيا عمليات عسكرية شمالي سوريا، ونجحت في تدمير الممر الإرهابي الذي كان يتم تشكيله هناك، وهي اليوم بصدد استكمال عملية التدمير لهذا الممر، دون الإضرار بالمدنيين، ففي العمليات السابقة لم يستخدم الجيش التركي البراميل المتفجرة، لم يقصف المستشفيات، لم يقصف المدارس، لم يقصف الأفران، لم يحرق المنازال، لم يغتصب، لم يعدم، لم ولم ولم، كما فعل الآخرون بالشعب السوري على مدى نحو 10 سنوات مضت.

الأكراد ليسوا هم المشكلة

مشكلة تركيا ليست مع الأكراد، كما يعمل الإعلام الكاذب على الترويج، بل مشكلتها مع المخططات الخبيثة التي يُعمل على تنفيذها في سوريا والعراق وحتى في تركيا نفسها، الأكراد والأتراك والعرب إخوة في هذه المنطقة، سيعيشون مع بعضهم بسلام طالما انتهت المخططات الخبيثة، التي تقودها جهات دولية تريد تقسيم تركيا وسوريا والعراق والمنطقة كلها.

وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، في 23 من مايو/أيار الجاري، “استعداد تركيا للقيام بعملية عسكرية جديدة في سوريا”.

وقال أردوغان “تركيا ستبدأ باتخاذ خطوات تتعلق باستكمال الجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة في عمق 30 كيلومترا، على طول حدودنا الجنوبية مع سوريا”.

وأضاف “المناطق التي تُعد بؤرة الهجمات والمضايقات ضد بلدنا ومناطقنا الآمنة هي على رأس أولوياتنا”.

وتابع “هذه العمليات ستبدأ بمجرد أن تكمل قواتنا المسلحة وأجهزة المخابرات والأمن التركية استعداداتها”.