تركيا قوة إقليمية كبرى.. تستعد لمستقبل واعد

أردوغان وميركل "صورة أرشيفية"

قبل أيام قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زعيم سياسي كبير وقوي وإن تركيا قوة إقليمية كبرى.

وقال بيسكوف إن “تركيا أصبحت قوة إقليمية كبرى”، مشيدا في الوقت نفسه بعلاقات بلاده معها.

كما وصف العلاقات التركية الروسية بأنها ممتازة، وأشاد بالرئيس التركي قائلًا “يسعدنا أن أردوغان وجد القوة للدفاع عن مصالح بلاده ومتابعتها”.

وأضاف “لطالما كانت تركيا قوة إقليمية كبيرة بما يكفي، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي منذ سنوات طويلة، ومع ذلك أصبحت تركيا الدولة الأكثر سيادة بين أعضاء الحلف، خاصة خلال رئاسة أردوغان، وهذا البلد لديه رفاهية الدفاع عن مصالحه”.

من هذه التصريحات نستطيع أن نستشرف واقع ومستقبل تركيا، التي أصبحت فعلا دولة كبرى مؤثرة في المنطقة والإقليم والعالم، وإلا لما سمعنا هذا الكلام من هذا المسؤول الروسي الرفيع المستوى.

إفشال كل المخططات

اليوم ومن يتابع سياسة تركيا في المنطقة والإقليم يستطيع أن يدرك أنها تمكنت فعلا على مدى نحو عقد من الزمن من إفشال كل المخططات التي حيكت ضدها من مختلف الدول والجهات، فقد أفشلت مخططات لضرب اقتصادها وأفشلت مخططات لضرب وحدتها الجغرافية، وأفشلت مخططات لضرب أمنها القومي، وأفشلت مخططات لسلب حقوقها من الثروات الطبيعية في البحرين الأسود والأبيض، وبالتالي تحولت فعلا إلى دولة مؤثرة بشكل كبير جدا في ملفات المنطقة والإقليم، لذلك نسمع اليوم هذا الكلام من هذا المسؤول الروسي.

نعم، وبعد أن أفشلت تركيا كل تلك المخططات على مدى السنوات العشر الماضية، أصبح الجميع يخطب ودها ويسعى للتقارب معها، وهي لن تمانع بكل تأكيد، فتركيا لا تريد العداء مع دول المنطقة، وهي مستعدة للتعاون مع الجميع، شريطة إيقاف الخطط السوداء التي تحاك ضدها وضد شعبها.

عندما أدرك الجميع أنه ليس من السهل إسقاط تركيا، فتحت تركيا لهم الأبواب للتفضل والحديث معها، ولكن هذه المرة من موقع أنها أقوى منهم.

لا تريد تركيا معاداة أحد في المنطقة، وهي لم تتبع أصلا سياسات تعادي أحدا، بل هم الذين خططوا للإضرار بها، وهم الذين حاربوها في الإعلام والاقتصاد والسياسة والمال والأمن وفشلوا. كانت تركيا دائما في موقع المدافع لا في موقع الهجوم، حتى أيقنوا بفشلهم وآمنوا بقوة هذه الدولة التي نسمع اليوم إشادات كبرى بها وبرئيسها من مختلف دول العالم.

وإذا استطاعت تركيا إنهاء الحرب المستعرة في أوكرانيا، فإننا سنكون أمام التوقيع الأخيرة على وثيقة دخول تركيا نادي الكبار العظماء في هذا العالم، فالدور التركي الحالي ليس دورا عابرا هامشيا، بل هو دور لا تستطيع أن تقوم به أي دولة في ظل هذا التشنج الكبير جدا بين روسيا وأوكرانيا.

كما ننتظر في تركيا مرحلة بدء استخراج الغاز الطبيعي من البحر، وحينها وبعد هاتين الخطوتين سنكون فعلا أمام تركيا جديدة قوية جدًّا، كما يؤكده أردوغان.

ما قاله المسؤول الروسي ليس عبثًا، فهو يدرك حقيقة القوة التركية اليوم، ويدرك إلى أين وصلت تركيا بمشاريعها التطويرية، ويدرك إلى أين تتجه خاصة مع حلول العام المقبل وما فيه من مفاجآت تركية جمة.

المستقبل سيكون واعدا لتركيا إن تخطت هاتين الخطوتين، سياسيا واقتصاديا، وما المرحلة الصعبة التي تمر بها حاليا إلا المخاض الأخير نحو الولادة المشرقة المنتظرة.