البقاء للمتحور!

الطفرات التي طرأت على الفيروس ترتبط مع زيادة قابلية انتقال العدوى (رويترز)

سبحانك يا الله سبحانك يا من جعلت غريزة البقاء في كل المخلوقات، بالرغم من حقيقة أن الحياة زائلة مهما طالت والنعم  ذاهبة مهما كثرت.

حتى هذا الفيروس الدقيق جدا المدعو كورونا يصارع من أجل البقاء ولو على حساب حياة البشر!

من أنت أيها الفيروس المتحور لتفعل كل ذلك؟

ما هذا الحرص على الحياة وأنت نصف كائن لا تحيا إلا إذا ساقتك الأقدار إلى خلية كائن حي آخر، فتتغذى على ما فيها وتتكاثر وتنمو..

وتسارع جاهدا لزيادة نسلك بالملايين بل بالبلايين كل ذلك وأنت تعيش بلا وليف ولا صديق حتى تكاثرك يكون بانقسام خلاياك.

فيا أيها الطفيلي لماذا تتمسك بالحياة هكذا!

لدرجة أن ثلة من نسلك تخرج في عطسة أو كحة إلى جسم شخص آخر لتحتل خلاياه وتسافر معه للهند وكأنك شخص ضاقت به الحياة في وطنه فقرر الهجرة لبلد آخر متغيرا متحورا إلى شخص جديد يغير من طباعه ليتعايش مع الواقع ناشدا البقاء.

وتصل الهند أيها القاتل وهناك تنتشر وتنتشر بين خلايا الناس وتستعر بداخلك شهوة القتل فتفتك بالآلاف من أجل طمعك في النفوذ والبقاء لقد أخذتك العزة بالإثم وتقمصت دور الإنسان. ولم يكفيك عدد الضحايا التي تسببت في قتلها، بل تتمادى وتقوم بالتحور في خطوة استباقية، هدفها أن تجد لنفسك موطأ قدم في حال أي مستجدات مستقبلية، أجل فأنت تعلم يا كورونا أن البشر لن يسكتوا على ما حل بهم من إهانة وضعف أمام شبه مخلوق مثلك، وتعلم أنهم أعدوا لك لقاحات لتدميرك ونسلك بأجسام مضادة تقضي عليك. ولكنك أيها اللعين تنجح في خطتك بالتحور ويخرج من نسلك دلتا الذي يرفع راية البقاء بعد محاولاتك مع ألفا وبيتا وجاما، وبالفعل ينجح دلتا أخيرا في الهروب المناعي بقدرة جزئية على مقاومة اللقاح.

نعم أيها الدلتا قدرتك على مقاومة اللقاح موجودة ولكنها حتى الآن محدودة..

من الواضح أيها الكورونا اللعين أنك تلعب على الوقت وأنانية البشر، وتعلم أنهم سيتركون البلاد الفقيرة بلا لقاحات وهذا سيمنحك الفرصة..

والوقت لتعمل بأريحية على تحقيق هدفك بتطوير المتحور السوبر الذي تظهر من خلاله في ثوب جديد وكأنك مخلوق آخر وتطمع أن يتمكن كورونا السوبر هذا من مقاومة اللقاحات بشكل كامل وها هي باءت محاولاتك بالفشل مع المتحور لامذا  أو “لامبدا” وكذلك سيخفق “ميُ “المعروف بالمتحور “مو” بإذن الله..

ونعلم أنك ستواصل المحاولات لتتكمن من إحباط البشر والذهاب بجهد علمائنا أدراج الرياح..

وتنعم أنت بالبقاء في الدنيا أكثر وأكثر..

لكني أحذرك أنك إلى زوال قريب..

ولن يتركك الإنسان تعبث به أكثر من ذلك.. فقد تحمل الكثير..

هل تدري يا كورونا فاجعة ما فعلت؟

هل سيكشف العلم يوما ما أن الفيروسات تدرك ويعرف أحفادنا أنك كنت تسخر منا نحن البشر أنك “قعدتنا” في بيوتنا وكأنه سجن طوعي في العالم كله، هل تدري عدد من فقد وظيفته بسببك، هل تعلم ما فعلته بجيل كامل من الأطفال حرم من التعليم النظامي ويدرس عن بعد، هل يا ترى تحصي معنا عدد الملايين الذين قضوا بسببك؟

الله أعلم

(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) طه/50.

الذي جعل في المخلوقات غريزة البقاء بهذا الشكل وأعلمهم في نفس الوقت أنهم ميتون، قادر على أن يجعل لهذه المخلوقات قدرة على الإدراك إن أراد ذلك..

سواء تدرك يا كورونا أو لا تدرك، سنقضي عليك عاجلا وليس آجلا..

وربما تنجح بالتحور من أجل البقاء ولكن لن تنتج هذا السوبر الذي تنشده إلا إذا أراد الله، قد تبقى ولكنك ستعود ضعيفا ولكن بلا أي تأثير وربما تعود إلى الخفاش من جديد إلى أن يقرر الله أن يجندك من جديد..

هذه هي سنة الله في كونه، أرسلك فقط ليتعلم نسل أدم دروسا وعبر وقد حدث. فكل ميسر لما خلق له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فشكرا أنك أديت دورك ولتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليك.