مشقة رحلة الأفكار إلى سن الأقلام

لا يزال قلمي في يدي دون أن يتحرك، ولا تزال قدمي ترسم شيئا ما بالأصابع، وقلبي يفكر بشيء ما سأكتبه في الورقة؛ فأمّا الورقة فهي تنتظر حروفها التي ستنبعث بعد أن لبستْ فستانا من حبر القلم وتزخرف الورقة بأفضل الرسم والأفكار.

تفكّرت مرارًا عن أي موضوع سأكتب وسألت عقلي أيضا لكنه لم يجب، وناديته مرةً بعد مرة بالقساوة والرخاوة لكن دون جدوى. وفهمت الأمر بعد قليل إنه العقل يتجاهل عن ندائي أو ينام على فراش الكسل، وحينئذ علمت أنني أشعر أيضا أن الكسل قد بدأ يسيطر عليَّ بكل أشكاله، وأنا متأكد أن لديّ أفكار غالية ولكنها مبعثرة هنا وهناك بشكل عشوائي، وأعرف جيدًا أن كل من يريد الكتابة بأيّ شيء من فكره حتمًا يعاني من هذا التوتر.

وأصبحت الأوراق ساحات القتال بدموع الحبر والفكر يلد هناك شيئًا جميلًا رائعًا

وهناك مشاهد مضحكة عند جلوس هؤلاء الكُتاب على كرسيّهم أمام طاولتهم المصنوعة من الخشب أو الحديد خصوصا إن كانوا يكتبون لأول مرة في حياتهم، منهم من يفكر والقلم في يده يرقص يمينًا وشمالًا والقدم ترسم شيئًا ما من الصور والحروف، ومنهم من ينغِّم نغمًا لا معنى له ربما لا يفهم لأحد حتى لصاحبه معنى ما ينغّم به عند التفكر بالشعر والقصص التي يريد كتابتها في الأوراق التي تنتظر كلمات صُنعت من أفكاره ومستعدةً لتضحي بوجهها الجميلة وهي تعاني من الطعون بسن الأقلام الحادة.

رغم كل هذه الأحوال التي يواجه فيها الكتاب صراعات بين الأفكار والأقلام وأصبحت الأوراق ساحات القتال بدموع الحبر والفكر يلد هناك شيئًا جميلًا رائعًا ربما يكون شعرًا جميلًا أو قصصًا لا يمكن للأقوال حكايتها أو مقالة تستطيع أن تكون مثيرة للجدل في مجال السياسة.

ومن المعلوم لدى الجميع أنه لا أحد ينكر أن للجهود منافع، وربما تكون تلك الجهود منافع للقادمين بعد من بذلوا قصارى من جهدهم رغم مواجهتهم مع المشاكل الصعبة.

وبذلك استمروا يا إخوتي في بذل جهودكم غير قانطين في أعمالكم التي تحلمون بها كل يوم لتحقيقها يوما ما.