تجديد عقد كراء بوتين لبشار الأسد.. بأبخس الأثمان!

بوتين والأسد "صورة إرشيفية"

بشار الأسد ينصب للمرة الرابعة على التوالي ملكا على سوريا!

لم تأت نتائج المسرحية الهزلية لانتخابات الرئاسة في سوريا على غير عادتها ولم تكسر طقوس التزوير والتنصيب الذي يحدث في كل الجمهوريات العربية. فلقد حافظت بذلك سوريا على عهد المسار الديكتاتوري في المنطقة العربية بانتخاب رئيس بنسبة 95,1 % من اصوات الأشباح.

ولعل هذا الرقم قد تم اختياره في جلسة خمر حيث بدل أن يكون منطقيا كنسبة 59% زل قلم بوتين أو أخطأ المترجم في ترجمة الارقام، التي وصلت عبر برقية من الإمبراطورية الروسية، التي تمارس حكما عثمانيا في سوريا بكامل الصلاحيات. وأصبح بشار الأسد موظفا لدى الخارجية الروسية وناطقا رسميا لدى الكرملين ومفوضا بولاية الشام في القرن الواحد والعشرين.

وبين هذا وذاك لايزال المواطن السوري يعاني من مخلفات الورطة الروسية الكبرى والمتمثلة في وضع أجهزة التنفس وتغيير مضخة القلب للنظام البعثي لاستمراره في الحياة، وبات الواقع المرير الذي تختزل مشاهده في طوابير الخبز واسطوانات الغاز مشهدا اعتياديا في سوريا التي يحكمها نظام لطالما تغنى باسترجاع الجولان ولكنه قام بتأجير سوريا إلى روسيا بشيك على بياض.

إن بقاء الأسد في السلطة لسبعة سنوات آخري هو رسالة للعالم بأن روسيا القيصرية مستمرة

الخطير في كل هذا أن النظام السوري قد أوصل البلد إلى نقطة اللاعودة خاصة وأن الاقتصاد السوري وحالة العزلة العربية والدولية التي تعيشها سوريا عمقت من جراح الأسرى في أكبر سجن عسكري في العالم وأجرم نظام حكم في المجرة، يقف هنا المواطن السوري مشاهدا لا يملك حاسة السمع والبصر ولا يقدر على مجرد التعبير عما يختلج في صدره من معاناة وآهات على ضياع وطن دمره آل الأسد واشتراه بوتين بأبخس الأثمان.

إن بقاء الأسد في السلطة لسبعة سنوات آخري هو رسالة للعالم بأن روسيا القيصرية مستمرة في وجودها على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وإعلان لتجديد عقد الكراء الذي يربط بوتين بالأسد لضمان مصالح روسيا في المنطقة ولتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بينها وبين المستعمرين الآخرين في المنطقة.

يتواصل المسلسل السوري ” البؤساء ” ويستمر تصوير مشاهد الجزء الرابع من مملكة الأسد لسبع سنوات جديدة وربما قد يتوقف التصوير في حال وفاة الفنان السوري صاحب البطولة وتعويضه بشخصية تشبهه في التفكير وليس بالضرورة في الملامح.

ويضيع الوطن والمواطن وتضيع بلاد الشام ومجدها وتاريخها وارهاصات الثورة السورية ويكتفي بعض القادة العرب بإرسال برقيات تهنئة لبوتين بتجديد عقده في سوريا لسبعة سنوات.

ولكن هل سيكون مصير بشار الأسد في العهدة الخامسة مثله مثل مصير بوتفليقة وبن علي وحسني مبارك أم أن هذا الأخير سيثبت للعالم إمكانية فوزه بتمثيل المشهد لعهدة خامسة وسادسة على حسب طول عمره؟

سؤال سنعاود طرحه بعد انقضاء الولاية الرابعة في 2028