لماذا غادر أحمد مكي حصنه وشارك في”الاختيار 2 ” ؟

أحمد مكي

قبل أيام قليلة كانت مواقع التواصل الاجتماعي تغلي في مصر بعد تسريب بعض المشاهد من مسلسل “الاختيار 2 ” الذي يتم تصويره للعرض الرمضاني المقبل حيث أطل الفنان أحمد مكي في شخصية ضابط شرطة وهناك أخبار قوية تفيد بأن العمل سيتطرق لفض اعتصام رابعة ومحطات أخرى بارزة إذ ستبدأ أحداثه من سنة 2013 حتى 2020 حسب بعض صناعه؛ ولعل ما سبب “الصدمة ” للمتلقي هو رؤية فنان ظل دائما “محصنا” وبعيدا عن “الشبهات ” الأخرى المحيطة بباقي زملائه فهو يبدو منزويا في عالمه الخاص موزعا وقته بين غناء “الراب” وتربية مختلف أنواع الطيور ونشاطه التمثيلي الآخر الذي يحمل بصمته الفريدة والمغلفة إجمالا بالحس الكوميدي سواء في شخصية ” هيثم دبور” أو حتى “الكبير” واخواته “جوني” و “حزلقوم” والبقية. فلماذا إذن غادر أحمد مكي حصنه وانضم للسرب ؟ هل كان الأمر بمحض إرادته أم إنه أجبر على تغيير بوصلته كما يروج على وسائل التواصل الاجتماعي؟

وقالت بالحرف الواحد إنها “أجبرت ” على المشاركة في مسلسل رأفت الهجان الذي ملا الدنيا وشغل الناس آنذاك

شخصيا لا أنكر أنني من متابعي مكي منذ سنوات وهذا التفصيل لا يمنحني أي إضافة في “تأكيد ” ما حدث بانضمامه لطاقم مسلسل يعرف القاصي والداني لماذا وكيف وعلى أي أساس تم إنتاجه؟ ولماذا خصصت له كل تلك الأرقام الفلكية أساسا؟ ؛ لكن هذا الموضوع ذكرني ببعض المواقف الأخرى المشابهة تماما لما يحدث اليوم على الساحة الفنية بالمحروسة؛ حيث عدت بالذاكرة إلى الوراء قليلا وتحديدا لحوار صحفي جمع الفنانة عفاف شعيب مع عمرو أديب في برنامجه حين روت وقالت بالحرف الواحد إنها “أجبرت” على المشاركة في مسلسل رأفت الهجان الذي ملا الدنيا وشغل الناس آنذاك، حيث روت واقعة جمعتها بصفوت الشريف بعد أن رفضت أداء الدور لأنه صغير لا سيما أنها كانت قد نالت قبلها بفترة قصيرة شهرة واسعة بدورها في مسلسل “الشهد والدموع “، وحين كانت تهم بالتوجه لموقع تصوير عمل آخر جاءها اتصال على هاتف المنزل وأخبرتها الخادمة أنه من مكتب الوزير وحين ردت وجدت أن المتصل ليس سوى وزير الإعلام صفوت الشريف الذي خاطبها بنبرة غاضبة ” يعني إيه مش هتعملي الدور؟ عفاف هانم بلاش الغرور وبلاش الكبرياء .. في فنان كبير وفنان صغير .. هتعملي الدور” ثم اغلق الهاتف في وجهها .

وبعد رحيل صفوت الشريف أيضا خرجت أسر بعض الفنانين والإعلاميين تتحدث عن تورطه في حوادث ظل الغموض يكتنفها

كذلك سبق وصرح الفنان يوسف شعبان وأقر واعترف بأنه وافق “على مضض” على المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل السالف الذكر لأنه كان يخشى الاعتقال وبالأخص بعد أن اجتمع به صفوت كذلك. كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير يجعلنا لا نستغرب كل ما يقال عن مسلسل “الاختيار ” اليوم ومن يدري فبعد مرور سنوات سنرى ممثلين حاليين يقرون هم كذلك بأنهم كانوا مجبرين على العمل في هذه النوعية من الأعمال التي تمجد النظام، وتحاول غسل سجله المتشح بالعار على غرار الأفلام المتناسلة كل يوم ويقال إنها حققت “إيرادات قياسية ” وتعرف مشاركة كل من يصنفون اليوم “بنجوم الصف الأول ” في مصر مثل “الممر ” و أخيراً  ” السرب ” بقيادة “المدللين ” أحمد السقا وأمير كرارة وباقي الأسماء ..

قبل فترة كذلك وبعد رحيل صفوت الشريف أيضا خرجت أسر بعض الفنانين والإعلاميين تتحدث عن تورطه في حوادث ظل الغموض يكتنفها؛ ليظل السؤال العريض: إلى متى سيبقى بلد عظيم بحجم مصر أسير أنظمة تعيث فيه فسادا فتأتي على الأخضر واليابس في كل المجالات؟ وكذلك متى سيتخلى بعض الفنانين عن نفاقهم ويتحلوا بقليل من الجرأة والشجاعة ويحترموا “جمهورهم “قليلا يا ترى؟

عموما “بكره يذوب الثلج ويبان المرج “.