أليف شافاك لسان حواء

أليف شافاك

اشتُهرت الروائية التركية أليف شافاك بمناصرتها لقضايا النساء ومناداتها لتحرر المرأة من قيود الرجل السلطوي وتأييدها للحركة النسوية التي تدافع عن النساء مهما اختلفت أعراقهن وطبقاتهن المجتمعية.

لقد تبنت شافاك في رواياتها ومؤلفاتها قضايا المرأة والظُلم الواقع عليها لتتحدث بلسانهن عن أهم ما يتعرضن له من اضطهادات وقمع وتهميش ونبذ من المجتمع الذكوري الذي يفرض عليهن أفكارا قمعية ومتوارثة من الجاهلية تُنمّط من أدوارهن وتُحجم من إنجازاتهن وتضعهن بقوالب رديئة ومتهالكة تكون خاضعة فيها للرجل ومطيعة.

على الرغم من أن شافاك ترعرعت في بيئة تخلو من التسلط الذكوري إلى حد التعبير، كون والديها قد انفصلا وهي في عمر العام، إلا أنها حرصت كل الحرص على التباحث والتدارس في محاولة منها لفهم مكانة المرأة ودورها واتجاهاتها. ولتكون خدمة مجتمعية تقدمها لبنات جنسها حيث تكون فيها ممثلة لكل تلك النسوة اللواتي يتأرجحن في بيئات طاردة وقاسية.

فتناولت قضيتها النبيلة في محاولة وقف استنزاف المرأة وقمع دورها في المجتمع في كتاباتها. حتى إنها عنونت شهادتها الماجستير بـ “الجندر والدراسات النسوية”، لتقف على أهم مسببات ظلم المرأة والنظرة الدونية لها في كافة المجتمعات وخاصة المتزمتة منها والشرق أوسطية التي لا ترى بالمرأة إلا اختلافها ونقصها كما تنعتها. فحتى يومنا الحالي هناك من يؤمن بأن المرأة ناقصة عقل ودين، النسخة المشوهة من الرجل، الخارجة من ضلعه والمخلوقة لخدمته وإمتاعه.

ولا تزال شافاك تكتب بنهم عن المرأة المهمَّشة لحقوقها وتسطر معاناتها وتقدم حيثيات قمعها وصراعها

المجتمع الذكوري السلطوي هو ذاته المجتمع المسيطر منذ أمد بعيد على قدر المرأة ومستقبلها، الذي بنفوذه صنع القوانين وأدارها لتتفق مع غاياته وأفكاره ومعتقداته التي بالأغلب تكون رافضة لمكانة المرأة كجنس له من الحقوق كما عليه من الواجبات.

ولكي تتحرر المرأة من قيودها وسلاسلها المتصدعة كان لا بدّ أن تقف مثقفات وواعيات كمثيلات شافاك بوجه التهميش والتحقير التي تتعرض له المرأة كل يوم. شافاك التي لا تزال تحمل على كاهلها فرض فكرة تحرر المرأة وإعطائها الفرصة لقيادة المجتمع وعدم الاستسلام لجبروت الرجل وسطوته أثبتت أن المرأة قادرة على التأثير والتغيير وحتى تحويل حيوات مختلفة.

لقد تناولت الكثير من الأزمات التي تمر بها المرأة الشرق الأوسطية -إن صح التعبير-  التي لا تكاد تستقل بذاتها حتى تكالبت عليها قوانين العادات والتقاليد وأعراف المجتمع التقليدي التي وقفت حائلًا دون تفردها وتحررها.

فتناولت قضايا التحرش والاغتصاب، جرائم الشرف وغسيل العار، الدم والشرف، الحُب والقمع، المعتقدات والمُسلمات، التقاليد والأعراف، الجسد والروح، القيود والتحرر، الدين والعلمانية، الذكر والأنثى وغيرها الكثير.

ولا تزال شافاك تكتب بنهم عن المرأة المهمشة لحقوقها وتسطر معاناتها وتقدم حيثيات قمعها وصراعها. لا تزال لسان حواء التي تصدح بأهمية مساواتها وتقديرها، لتصرخ بالنيابة عن المرأة الملثمة والمقيدة ولتتكلم عن سطوة وجبروت الرجل بل عن مجتمعات بأكملها وعقليات طاردة للتحرر النسوي ومحاربة لوجودها ومكانتها.