الإغاثة.. قضية هامة تنبّهت إليها تركيا في أفغانستان

وفد برئاسة وزير الخارجية الأفغاني يلتقي بمسؤولي الهلال الأحمر التركي في أنقرة في زيارة سابقة

إلى جانب كل الاهتمام العالمي بالشق السياسي المتعلق بالتطورات في أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم في البلاد قبل أشهر قليلة، برزت تركيا من الدول الأكثر تقدماً بشأن الاهتمام بكل تفاصيل القضية الأفغانية.

نعم، التطورات السياسية في أفغانستان أمر هام للجميع، ولكن هناك أيضا جوانب أخرى ينبغي للغيورين الحقيقيين على الشعب الأفغاني أن يلتفتوا إليها، وهي قضية الإغاثة الإنسانية.

وتتمثل أهمية الجانب الإغاثي الإنساني للشعب الأفغاني في هذه الظروف بأهمية كبرى للغاية، فإن دخلت أفغانستان في أزمة إنسانية وغذائية فإنه سيصعب عليها الخروج بحلول سياسية لطريقة الحكم وإدارة البلاد بعد هذه الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد حاليا.

أي تدهور بالشق الإنساني والإغاثي والغذائي سينعكس سلبا على شرائح واسعة جدا من الشعب الأفغاني وبالتالي التسبب بأزمة أخرى في البلاد، ستؤخر ولادة المرحلة السياسية المقبلة.

تركيا ومد يد العون

ومن هذا المنطق، تنبهت تركيا لهذا الأمر فبادرت وبشكل فوري وواسع وملحوظ لمد يد العون والإغاثة للشعب الأفغاني، فها هي المؤسسات الإغاثية والإنسانية التركية، الرسمية والأهلية، تنشط بشكل كبير وواسع جدا في مناطق أفغانية مختلفة، وذلك لمد يد العون للشرائح الفقيرة من أبناء الشعب الأفغاني.

كل يوم تشهد العاصمة الأفغانية كابل اجتماعات بين المؤسسات الإغاثية التركية والحكومة الأفغانية بهدف تنسيق جهود الإغاثة في المناطق الأفغانية كافة، وهذا يدل على اهتمام تركي كبير بالشق الإنساني الإغاثي، ويدل أيضا على تقدير كبير من الحكومة الأفغانية للجهود التركية هذه.

وقف المعارف

تركيا حريصة من خلال هذه السياسة على دعم الأفغان وبالتالي منع سقوطهم في أزمة غذائية أو إنسانية، وبالتالي أيضا التخفيف من الضغط على الحكومة الأفغانية لتتفرغ أكثر لأمور البلاد الأخرى، خاصة في فترة نرى فيها الكثيرين حول العام يتربصون بأفغانستان وينتظرون سقوطها.

وطبعا، هذه السياسة الإنسانية التركية، تترجم على الأرض بتنسيق كامل مع الجهود القطرية الواضحة أيضا في هذا المجال.

فمثلا، ها هو الهلال الأحمر التركي مع نظيره القطري يوصلان المساعدات للشعب الأفغاني بشكل فعال، كذلك “وقف المعارف” التركي يتابع أنشطته التعليمية حيث يعمل على بقاء أبواب العديد من مدراسه هناك مفتوحة، 10 منها مدارس للإناث.

ولا ننسى مساهمة تركيا بالصندوق الذي أنشأه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدفع رواتب المعلمين والكوادر الصحية الأفغانية.

الشعب الأفغاني بحاجة اليوم لمساعدة إنسانية حقيقية في ظل الظروف الراهنة، وعلى المجتمع الدولي إرسال هذه المساعدات الإنسانية إليه بصورة مستقلة عن الدوافع السياسية، وينبغي الاقتداء بتركيا وقطر في هذا الخصوص.