تحديات “ميتا” في المستقبل بعد إعادة تسمية فيسبوك

"ميتا" الاسم الجديد لشركة فيسبوك

مع تغيير اسمها إلى (ميتا)، تحاول الشركة المعروفة سابقًا باسم فيسبوك إلغاء ما أطلق عليه بعض الموظفين “ضريبة العلامة التجارية” على تطبيقات مثل إنستغرام وماسنجر وواتساب.

و(ميتافيرس) هي الكلمة الطنانة الجديدة بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ أنه سيغير اسم شركته إلى (ميتا)، وينظر إلى هذا على أنه محاولة من زوكربيرغ لتغيير علامته التجارية وسط تصاعد الجدل وتراجع شعبيته.

ويتقدم زوكربيرغ بشكل كبير لأن الجيل القادم من الإنترنت سيكون جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الرقمي، وفي مقطع فيديو نشرته بوابة الصحافة الإلكترونية The Recount، يتحدث زوكربيرغ عن مفهوم العالم الافتراضي لـ”ميتافيرس” وهدفه الرئيسي وهو “التواصل مع الناس”.

ومع ذلك، فإن رحلة فيسبوك من منصة بسيطة عبر الإنترنت للتواصل مع الأصدقاء إلى عملاق وسائل التواصل الاجتماعي قد شابها الجدل، ونظرًا لكونها قوة مؤثرة رئيسية مع أكثر من 2 مليار مستخدم، فقد حصلت على نصيبها من كوابيس العلاقات العامة والنقد.

ومن إلقاء اللوم على نشر أخبار مزيفة إلى الاستقطاب بين الناخبين قبل الانتخابات الأمريكية، إلى مخاوف الخصوصية وقضايا المحتوى المشكوك فيه على فيسبوك مباشر، وحملات مكافحة الاحتكار والمخاوف بشأن تعامله مع المعلومات المضللة، شاهد موقع الشبكة كل شيء.

وجاء رد الفعل الأخير بعد أن اتهمت الموظفة السابقة فرانسيس هوغن منصات فيسبوك بإيذاء الأطفال والتحريض على العنف السياسي بعد نسخ وثائق بحثية داخلية وتسليمها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وأظهرت هذه الوثائق كيف أعطى فيسبوك الأولوية للأرباح على السلامة وأخفى أبحاثه الخاصة عن المستثمرين والجمهور.

فيما يلي نلقي نظرة على ثلاث خلافات رئيسية شهدها فيسبوك منذ إطلاقه عام 2004

متاعب الإبلاغ عن المخالفات

يجب أن تكون هذه أكبر أزمة يشهدها فيسبوك منذ فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا عام 2018. وخلال الشهر الماضي أو نحو ذلك، تعرض موقع التواصل الاجتماعي لانتقادات شديدة حيث أن الوثائق المسربة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تشير إلى أن الشركة كانت على دراية بالتأثير السلبي الذي تسببه منتجاتها.

وكشفت فرانسيس هاوجين مديرة المنتج الرئيسية السابقة في فريق المعلومات المضللة المدنية عن نفسها أنها المُبلغ عن المخالفات وراء تسريب المستندات، واضطرت الشركة إلى التوقف عن التطوير على إنستغرام كيدز وسط الجدل، كما أظهرت البيانات المسربة التأثير السلبي الذي أحدثه إنستغرام على الأطفال، وخاصة قبل سن المراهقة، مع عدم قيام الشركة بأي شيء لوقف هذا المحتوى أو حتى تصفيته.

التدقيق المكثف على خصوصية البيانات

يخضع فيسبوك بالفعل لتدقيق شديد بسبب المخاوف من عدم تقاعسه عن العمل ضد انتشار المعلومات المضللة وسوء استخدام بيانات المستخدمين. وواجه فيسبوك صعوبة عام 2018 مع فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي تثير مخاوف بشأن خصوصية البيانات، وبعد ذلك اضطر زوكربيرغ للإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب. ووجد أن كامبريدج أناليتيكا لديها بيانات عن 87 مليون مستخدم على فيسبوك، والتي جمعتها من خلال تطبيق اختبار الشخصية، وتم استخدام البيانات للتلاعب بالانتخابات الأمريكية وتصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي في المملكة المتحدة.

وحدث هذا بعد أن أجرت الشركة تغييرات على خوارزمية آخر الأخبار، مما جعل المحتوى على فيسبوك أكثر استقطابًا وانقسامًا، ويُقال أيضًا إن زوكربيرغ قاوم التغييرات التي أوصى بها محللو البيانات حتى لا يضر تفاعل المستخدم.

أخبار مزيفة

في 2016، أطلقت فيسبوك لايف الشركة إلى جدل فيما يتعلق بالأخبار المزيفة، وكما أصبح فيسبوك على نحو متزايد منصة يحصل منها الأشخاص على “أخبارهم”، فقد تم اتهام قسم الموضوعات الرائجة بالرقابة على “الأخبار المحافظة”، ووفقا لمقال نشرته فرست بوست، قال بعض الموظفين السابقين إن القسم الرائج لم يظهر في الواقع أي أخبار، وإن المحتوى تم تنظيمه من قبل الشركة.

وفي 2017 ، اتُهم فيسبوك أيضًا بدعم التطهير العرقي في ميانمار بعد وصف الروهينجا بأنهم “منظمة خطيرة”.