العشرة “غير المرغوب بهم في تركيا”.. لماذا؟

القصة الكاملة لـ “كافلا”.. لهذا يحتشد السفراء الغربيون من أجله!

الرئيس أردوغان

وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو باعتبار سفراء 10 دول في تركيا “أشخاص غير مرغوب بهم” على الأراضي التركية.

والدول هي: أمريكا، ألمانيا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، هولندا، السويد، كندا، النرويج، ونيوزيلندا.

توجيه الرئيس التركي جاء على إثر بيان أصدره هؤلاء السفراء مطالبين فيه تركيا بإطلاق سراح رجل الأعمال التركي عثمان كافلا الذي هو أحد مؤسسي ما يُسمى بـ”مؤسسة المجتمع في تركيا ” التي يديرها الملياردير اليهودي “سوروس” (تمتلك فروعا في 37 دولة).

هذه المؤسسة تدعي أنها “تعمل لنشر الديمقراطية والحريات حول العالم”. ونشير هنا إلى أن روسيا كانت قد أغلقت فرع المؤسسة على أراضيها “لأنه يهدد الأمن القومي الروسي”.

هذا هو كافلا

ولمزيد من التوضيح حول كافلا، نشير إلى أنه عام 2013 شارك هو ومؤسسته في احتجاجات “غيزي بارك” في ساحة تقسيم في إسطنبول والتي شهدت أعمال تكسير وشغب كبيرة جدا، بسبب شجرة!

عام 2017 أمر القضاء التركي بتوقيفه بتهمة تمويل أعمال الشغب في “غيزي بارك”، ثم أمر المدعي العام بالإفراج عنه “لعدم كفاية الأدلة”.

بين 2017 و2020 تم توقيف كافلا 3 مرات، لكن في المرة الثالثة كان هناك أدلة أن كافلا كان يجري اتصالات مكثفة مع هنري باركي خلال أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/يوليو 2016.

هذا هو كافلا، فما هو سر اهتمام الغرب بهذا الشخص لهذه الدرجة التي تدفعه للإيعاز لسفرائه في تركيا كي يصدروا بيانا أقل ما يقال عنه أنه تدخل بشأن تركي داخلي بشكل واضح وجلي!

عثمان كافلا

خطوة خطيرة

هل حقا كل هذا الاهتمام والتدخل من أجل حقوق الإنسان؟!

نحن في تركيا لا نرى ذلك، بل نرى أن كافلا يُحاكم في القضاء التركي الذي هو صاحب الصلاحيات فقط، إن كان كافلا مدانا يُسجن، وإن كان غير ذلك يُطلق سراحه، أما أن يجتمع سفراء ويصدرون بيانا حول شأن تركي داخلي فهذا مرفوض في تركيا سواء من الحكومة أو من الشعب.

ولأن خطوة السفراء تجاوز خطير للأعراف الدبلوماسية الدولية، كان لابد من ردة فعل تركيا توازي ذاك الخطر، فكان توجيه أردوغان الذي أشرنا إليها في البداية.

رسائل أردوغان

يريد أردوغان من هذه الخطوة أن يرسل لدول هؤلاء السفراء، ومنهم لكل العالم، أن تركيا ترفض التدخل بشؤونها الداخلية، وأن تركيا اليوم لم تعد تلك الدولة التي تتلقى التعليمات من الخارج أو من السفراء في الداخل.

كما تقول تركيا من هذه الخطوة، أننا نحن اليوم أما تركيا جديدة لم تعد تصمت على استهدافها سواء بالسياسة أو العسكر أو الأمن أو الاقتصاد.. تقول تركيا باختصار للعالم: نحن مستقلون ونرفض الإملاءات.

الخطوة التركية قد تكون قاسية ولها تداعيات، ولكن أمن واستقلال أيضا يحظيان بأهمية بالغة لدى الحكومة التركية والشعب التركي، فإن سكتت تركيا اليوم عن تجاوز هؤلاء السفراء فإنها ستعود غدا مرة ثانية ألعوبة بيد الغرب وأدواته.