حركة “الحرية” حرب نفسية ضد الأسرى الفلسطينين !!

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي بيانًا في مطار بن غوريون 17 أغسطس

فالصمت في حد ذاته اقرار بأن هناك دخانا، وربما الخبر صحيح، وسبب الصمت الإعلامي الإسرائيلي، ما تمتلكه حكومة الاحتلال من معلومات .

 تواصل مصر حركتها المكوكية بين غزة وتل ابيب، في محاولة لتحقيق صفقة تبادل أسرى، بين المقاومة الفلسطينية و دولة الاحتلال الإسرائيلي،.
ومع كل ثانية تمر تصدر عشرات الاشاعات عن عقد صفقة سواء كاملة أو جزئية، وبين الحين والأخر تشارك وسائل الإعلام في تعزيز هذه الإشاعات، دون أداك تأثير ذلك على الأسير وأهله.
فلطالما تعالت الأصوات عن صفقة هنا وصفقة قادمة دون تحقق من صحة الأخبار

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع سابق لحكومة الاحتلال (أرشيف)

خاصة وأن أي اعلان مجهول المصدر تجد العشرات من النشطاء يتحمسون له ويعدون نشره من جديد والترويج له بما يوحي بمصداقيته. وهذا يصعب على الجميع التحدى ويزيد من توتر الأسرى وذويهم. أخيرا  ظهرت صفحة على مواقع  التواصل الاجتماعي وعلى الفيس بوك ويوتيوب تحديدا، تعلن عن وجودها باعتبارها حركة ذات طابع عسكري داعم للمقاومة الفلسطينية، تحت مسمى حركة (الحرية)  وتعلن بشكل رسمي عن اعتقال ثلاثة من ضباط الموساد الإسرائيلي في عملية معقدة عابرة للحدود، استمرت سنوات.

 وأن هذه العملية وقعت منذ سنوات كذلك،  لم تكتف  هذه الحركة المجهولة بنشر خبر بل ونشرت مقطعا مصورا لضابطين وعرفت عن إسميهما ؛  وأماكن سكنهما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاطبت دولة الاحتلال بمنشورات مباشرة، معلنة أن عليها دفع ثمن ضا بطيها اذا أرادت أن يعودا إلى أهلهما، وأن التكتم عن ضابطيها  المخطوفين لن يستمر. وهنا نقف عند ما هو متوفر عن حركة الحرية، باختصار لا يوجد أي معلومات!!
 وما إذا كان هناك من ربط بينها،  وبين حركة حرية الإيرانية،أم لا .
 وهناك من يصفها بأنها  فصيل سني كردي نشط في شمال العراق، وهناك من قال أن هذا الفصيل يعمل في سيناء؛  وحتى قيل إنها حركة من شمال أفريقيا لكن دون دليل على هذا القول أو ذاك .
لكن ما تؤكده عبر صفحاتها أنها تنظيم يعمل خارج حدود دولة فلسطين، أو هكذا أريد له أن تظهر، ومن الواضح من أسلوب النشر وطريقة التفاوض، أن من يدير الدفة الإعلامية لهذا الفصيل يقلد المقاومة الفلسطينية ولا يملك خبرة حقيقية في إدارة الصراع.

 هناك من يصفها بأنها  فصيل سني كردي نشط في شمال العراق، وهناك من قال أنه فصيل يعمل في سيناء؛  بينما ذهب البعض إلي أنها حركة من شمال أفريقيا ولا دليل على هذه الأقاويل جميعها .

 وكان بإمكان هذا الفصيل كسر حاجز الصمت من خلال التفاعل الإعلامي الواقعي .
هنا يكون سؤال الأساسي، هل هذه الحركة موجودة حقا؟؟ هذا السؤال طرحه العديد من النشطاء، وشغل بال المحللين السياسيين. فهناك من شكك في وجود هذه الحركة  من الأساس، بدعوى غياب التعامل الاحترافي مع الإعلام .
وهناك من ذهب إلي أنها خدعة تقودها دولة الاحتلال نفسها، لتحقيق اختراق تفاوضي مع المقاومة في غزة، ينتج عنه صفقة يمكنها أن تدفع ثمنها، وتمررها للمواطن الصهيوني، دون أن تسبب خسارة داخلية، وتكون سبب في خسارة الانتخابات المقبلة.

 هناك دخان، وربما الخبر صحيح، وسبب الصمت الإعلامي الإسرائيلي، ما تمتلكه حكومة الاحتلال من معلومات .

حيث تعيش دولة الكيان أزمة استقرار سياسي، أثر عدم حسم كل من اليمين أو اليسار الحكومة لصالحة، والتهديد الدائم في الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وهناك من يرى أن الحركة ليست سوى أشخاص قد يكونون فلسطينيين، أو من أنصار القضية الفلسطينية، قادتهم الأقدار وكشفوا خلية الموساد في أحد الدول العربية، وخطفوهم، ولم يعلنوا عن وجودهم حتى الأن لنقص الخبرة والمعرفة الأزمة لتفاوض، وظهورهم الآن الهدف منه تعزيز موقف التفاوضي للمقاومة الفلسطينية.
  وربما يصدر بيان قريبا يعلن به أن الحركة تفوض المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس بالتفاوض على ضباط الموساد الموجودين في حوزتها. كل ذلك تكهنات ولا دليل عليه، وشغل مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطيني.
ورغم الصمت الإعلامي الإسرائيلي وفرض رقابة صارمة على الموضوع، وعدم بث صور ومقاطع مصورة، ولم يصدر أي تصريح نفي أو تأكيد، تجاهل الحدث بحد ذاته مربك إعلاميا، ويجعل من الخبر أكثرَ تحدياً وأثارة، فالصمت في حد ذاته اقرار  بأن هناك دخانا، وربما الخبر صحيح، وسبب الصمت الإعلامي الإسرائيلي، ما تمتلكه حكومة الاحتلال من معلومات.
 فهي تعلم أين أرسلت جنودها، كما أكدت ذلك حركة الحرية، وربما تقوم حكومة الاحتلال بتتبع أثر الضبابطين، ويخدمها صدور مثل هذا التسجيل على كشف مكانهما، كما حدث مع القائد في القاعدة الزرقاوي، حيث ساهم نشر مقطع له بالكشف عن مكانه واغتياله من قبل القوات الأمريكية.

أذن قد يكون الخبر صحيحا ودولة الاحتلال تصمت، لحين إجراء محاولة لإطلاق سراح الأسرى، وقد يكون الخبر كذبا؛ والهدف جعل المقاومة تتراجع عن بعض الشروط في التفاوض، معتمدة أن هناك مزيد من الأسرى الذين يمكن الإعتماد عليهم في التحقيق بعض الشروط العالقة والتي تحول دون تحقيق صفقة فلسطينية.
 مما يشجع المقاومة على التنازل عن بعض هذه الشروط ، وإتمام الصفة بين الطرفين على غرار صفقة شاليط.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها