حكومة السودان الانتقالية (قحت)

فقد مهد الشيوعي بهذا لنفسه القيام بأي عملية تخريبية من شأنها زيادة أمان نجاح مشوار الثوره بتوحيد صف الشعب ضد النظام السابق.

الحكومة السودانية الانتقالية والمعروفه بـ”قحت“ إشارة إلي (قوة الحرية والتغيير) وهي الأحزاب المشاركة في تكوين الحكومة السودانية الجديدة.

والتي امتطت ظهر الثورة بعد نجاحها بتغيير نظام الإنقاذ عبر الحراك الجماهيري الشعبي بقيادة ( تجمع المهنيين)؛  والذي بدوره يعد واجهة للحزب الشيوعي والذي اضطر لمشاركات حزبية، لعدم قدرته على الانفراد وحده بالحكم.

وذلك لعدم قبوله داخليا لدى الشعب السوداني نسبة لتوجهه اليساري، لذلك عمد إلي حيله السياسية لتكوين حكومة مقبولة شعبيا تحت قبضة الحزب الشيوعي، الذي ظل يبذل قصارى جهده للسيطرة على مفاصل الحكومة.

وهو ما يحدث فعلا في الخفاء؛ فالحزب مشهورا بكوادره السرية وإعلامه الرنان، حيث يهيمن الحزب الشيوعي على كتله مقدره داخل الحكومة الانتقالية الحالية ابتداء من هرمها التنفيذي إمتدادا إلي التعيينات التمكينية البديلة لقيادات المؤتمر الوطني والإسلاميين الذين يتم إبعادهم من مواقع قيادية بالدولة وأخرى حيث يتفوق الحزب الشيوعي على نظائره في تعيين المسؤولين في تلك المواقع.

أما الجانب الإعلامي فقد استخدم الحزب الشيوعي إعلامه بشكل مباشر، أو عبر واجهاته شارعا في عمليات الإرهاب النفسي للشعب خلال مراحل إسقاط النظام الأولي .

وذلك  بإطلاق شائعة (كتائب الظل) وأشتهر بأنها جماعات مسلحة تتبع لنظام الإنقاذ؛ تعمل على إخماد الثورة وإعادة النظام إلي السلطة.

الإطاحة بنظام عمر البشير عقب مظاهرات شعبية

 

فقد مهد الشيوعي بهذا لنفسه للقيام بأي عملية تخريبية من شأنها زيادة أمان نجاح مشوار الثوره بتوحيد صف الشعب ضد النظام السابق.

وفي ذات الوقت زيادة كراهية الشعب لنظام الإنقاذ، ومن إعلامها مسمى (قوة الحرية والتغيير) المعروف ب(قحت)؛ في ترسيخ ذهني بأنهم قوة لا يستهان بها تحفيزا للجمهور ثم التلاعب بعقول هؤلاء بأن المرحلة القادمة هي مرحلة للحرية والحريات التي طالما ظن الشعب أنه محروم منها.

فكان دافعا آخر لوقوف الشعب خلف مخططات الحزب ثم أخيرا لم يستخدم كلمة ( الإصلاح) لأنها أقل وأضعف تاثيرا على مسامع وفكر المواطن.

إذ إن عملية الإصلاح بها اعتراف ضمني بوجود قيمة يراد إصلاحها؛ وأي وجود لأمر ينسب لنظام الإنقاذ مرفوض!

فأطلق شعار (التغيير) والذي يعني مطلق الإزالة والإبادة مما يوحي بالفساد الكامل؛ إلا أن الباطل إلى زوال .

ففي زيارة لأحد قياداتهم  إلي منظومة الصناعات الدفاعية تحدث أمام كاميرات الإعلام عن مدى دهشته لوجود مثل هذه الصناعات الوطنية!!

أُُُُطلق شعار (التغيير) والذي يعني مطلق الإزالة والإبادة مما يوحي بالفساد الكامل؛ إلا أن الباطل إلى زوال .

ثم استخدمت كلمة (تفكيك وتمكين) إرهابا وترهيبا وترسيخا لصورة انفراد النظام و هيمنته بصورة معقده على مقاليد الوظائف العامة، وانفراده بها ذلك لإسباغ اللجنة بصبغة شرعية من خلال الرضاء الشعبي عن اللجنة والتي تمثل (الشاكي والشاهد والقاضي) في مهزلة  قانونية مخالفة لـ(سلام -حرية-عداله).

إن هيمنة الحزب الشيوعي على حكومة (قحت) سيكون سببا رئيسا لفشلها الذي أضحى باينا للعيان وإنه من خلال الأضرار الجسيمة التي طالت الشعب في معيشته وآمنه الاجتماعي والصحي ليشمل مناحي أخري ، وأدت إلى الحماسه التي كانت متأثرة بالشعارات الرنانة وفقدت رونقها أمام الواقع ، 

إلا من قليل من منتسبي ومنتفعي الأحزاب، ولعل الحزب الشيوعي الذي ضاق ذرعا من فشله المتكرر من إنقاذ حكومته من الهاوية العميقة التي وقع فيها ومطالبته بثلاث وزارات حساسة في التشكيل الجديد هي (المالية-الخارجية-الزراعه) أسقط ورقة التوت وكشف عن مدى أطماع وتغلغل الحزب في حكومة قحت.

الأمر الذي سيؤدي لفشلها حال تم ذلك أو خلافه فالحزب أصبح يصارع للبقاء في محور القبول الشعبي الذي لا سبيل له لاختراقه وفي محور الأحزاب؛ التي تلهث خلف السلطة متشبثه بالمقاعد الأكثر حساسية من أجل البقاء ولكسب قواعد عريضة لمرحلة ما بعد الانتقال.

ويرى الشعب  أن بلوغ مرحلة ما بعد الانتقالية بات أمرا مستحيلا فهو يسعى لسقوط الحكومة الانتقالية بأي لحظة إثر الفشل في إدارة دفة الدولة، وتكشف الأكاذيب الدعائية لها يوما بعد يوم. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها