عندليب هارون

رحمة الله على  العندليب هارون رشيد الشاعر الفلسطيني  صاحب أشهر قصيدة عودة، التي تغنت بها السيدة فيروز “سنرجع يوما ” والذي وفاته المنية بالأمس.

لا يوجد فلسطيني أو شخص حر في العالم لم يتغنى بهذه القصيدة ولا بقصائده الرائعة ؛ ولي هذه المشاركة البسيطة أحاكي فيها قصيدة الشاعر الراحل الذي توفي قبل أن تتحقق نبوءته بالعودة.

أخبروا فيروز أنهم اعتقلوا العندليب…و أقاموا له نصبا في ميدان….وألقوا عليه الورود…ثم أقادوا عليه الشموع

و ذرفوا عليه الدموع….و ذهبوا للمنحنى…يقتفوا أثرك فيروز…و أثر هارون رشيد….كي لا تخبري بما خبرك العندليب

فإن امسكوكي فلا تخبري عني أنا….فقد أخبرني المنحنى….و خبر كل من مر عليه…..فهل سيصلبون المنحنى

الشاعر هارون رشيد

 

فماذا حدث يا ترى…و من على العندليب وشى وأفترى…و باع فيه و فينا و اشترى…القصة كالتالي يرويها عنترة

اعتقلوه و استجوبوه من قال لك أنك سترجع…أفصح من أقنعك بهذا و من هو المرجع

قال لهم مالكم بحق السماء

ألم تقرأوا سورة البقرة و  مريم و طه و الأنبياء

أم لم تمروا على سورة الإسراء

أم مررتم عليهم مرور الأغبياء

لم آتي بشئ من عندي فهذا وعد السماء

ألم يبشرهم ربهم بأن يرد لهم الكرة

ووعدهم بسوووء وجوههم إذا وعد الآخرة جاء

هكذا قال جل جلاله في كتبه و هكذا حدث الأنبياء

أطلقوا سراحي أيها الأجلاء

فداؤكم ليس مني و ليس لحالتكم عندي دواء

فرجعوا لأنفسهم فقالوا و الله ما قال إلا كلام العقلاء

وتداولوا أمره بينهم

واجمعوا على أتهامه بتسريب خبر السماء

وقالوا انتصروا لأنفسكم ممن نعتكم بالغباء

انتصروا ممن كشف سوءتكم يا أشقياء

فخبر كهذا يطير رؤوسكم

ويزلزل عروشكم

ويعيدكم لحياة البؤساء

وقالوا احرقوه أو اقتلوه أو اصلبوه

فيموت و يمت معه خبره

وقولوا ما علمنا مقتله و أطلقوا عليه اسم شهيد

واجعلوا يوم وفاته يوم عيد

تفرح فيه العبيد

ثم اخفوا جريمتكم

فيغفر لكم ربكم ذلتكم يوم الوعيد

وارسلوا في كل مدينة

من يقتفي آثر العقلاء

ومن عنده علم بخبر السماء

وافعلوا بهم ما فعلتموه بالعندليب

ذاع خبر العندليب في البلاد

وتناقل الخبر جل العباد

وقالوا لا بد لنا من عودة

حتى لو طالت الغيمة السودة

حتى لو قتلتم ألف عندليب

أو صلبتم المنحنى على الصليب

أو نفيتم فيروز إلي سرنديب

أو قطعتم لسان هارون رشيد

فالعودة حق و قرار

ولم نكن يوما فرار

وسيأتينا يوم فيه نعود

ونوفي بكل الوعود

ونفرش أرض فلسطين بالورود

فاستجب لدعانا يا ودود

ولكن هناك سؤال في النهاية

من قام بالوشاية

ومن له في ذلك فائدة أو غاية

فلا أظنك يا فيروز تفعلين

ولا هارون

ولا المارون

ولا العابرون

ولا حتى أنا

ولا المنحنى

ولا الزهور و لا الطيور و لا السوسنة

ولا الأشجار و لا النحل و لا الجياد

هذه هي الاحتمالات الممكنة

فأخبروا هؤلاء أن عروشهم

ما قامت إلا على أنقاض فلسطين

وأخبروهم أن العودة حق

كأشجار اللوز و التين

وأننا عائدون ذات يوم

ولا عزاء للخائنين

ولا عزاء للواشيين

ولا عزاء للمنتفعين

ولا عزاء للوصوليين

ورحمة الله على من مات قبل أن يعود لفلسطين

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها