تونس تدخل النفق المسدود!!

رئيس مجلس نواب الشعب في تونس راشد الغنوشي
رئيس مجلس نواب الشعب في تونس راشد الغنوشي

للأسف لا سبيل لخروج من عنق الزجاجة لأن في تونس ،فالصراع أصبح بين عرابي الثورات المضادة والانقلابات وحراس الثورة ومكتسبات الثورة.

هل دخلت تونس نفقا سياسيا مسدودا بالفعل ؟  فعقب الانتخابات ومع تشكيل الحكومة كانت التساؤلات مطروحة حول طرح اسم إلياس الفخفاخ لرئاسة  الحكومة؟

في ظلّ مسيرة سياسية فاشلة بل أُضرت بالبلاد عندما تولى منصب وزير المالية في عهد الترويكا وفتح على مصراعيه أبواب التداين والمديونية.

رافق هذا الاختيار وصلات ردح وهرج داخل البرلمان مثلت نقطة سوداء للديمقراطية التونسية التي يضرب بها المثل من انطلاق ثورة الياسمين .

كل ذلك كان يُنبئ بحدوث أمر ما على المشهد السياسي والوصول إلى محطات أخرى تسيء لهذه التجربة الفريدة؛ وتعرقل مسار البناء .

وتمت أثاره السلبية على عملية البناء التشريعي (تشريعات وقوانين) و التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

وهنا نصل بذلك للتشاحن السياسي غير المسبوق ، وصراع كتل برلمانية بعضها محسوب على معارضة ، رغم أن التجربة كشفت عن فشلها في  حل الاستحقاقات والعثرات التي عانت منها البلاد ولم تساهم قيد أنملة في حلها بشكل واقعي .

وهناك مجموعات أخرى محسوبة على الفاسدين وأخرى تتبع المنظومة القديمة بجرائمها وانحطاطها الأخلاقي والسياسي والإعلامي.

كل ذلك شكل عود ثقاب التي أشعلت الفتيل تحت أقدام حكومة الفخفاخ.

رئيس الحكومة التونسية المستقيل إلياس الفخفاخ

 

ومن البداية تعددت العراقيل إمام البرلمان وكتلة الدستوري الحرّ وما تمارسه من فوضى سياسية على الهواء مباشرة .

إلى جانب شبهات فساد حامت حول هذه الحكومة؛ وأزمة تضارب المصالح أو ما يسمى بفضيحة شركات الفخفاخ .

كل ذلك يؤكد ما ذكرناه منذ البداية حول العثرات الكثيرة التي تواجه  المشهد السياسي في تونس .

ورافق ذلك أداء باهت لرئيس الجمهورية وغياب فاعليته ودوره، باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة ؛ فأوامر  الرئيس تبعث دائما على الحيرة.

وللأسف لا سبيل لخروج من عنق الزجاجة لأن،فالصراع أصبح بين عرابي الثورات المضادة والانقلابات وحراس الثورة ومكتسبات الثورة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها