على المصريين توثيق حلقات عمرو أديب عن ليبيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

والسؤال المطروح هنا: لماذا لا نرى هذه العنتريات حين يتعلق الأمر بإثيوبيا وكارثة سد النهضة التي حولت السيسي ونظامه لأضحوكة العالم؟

“في حالة سعادة غير طبيعية عند الناس بسبب خطاب الرئيس السيسي النهار ده والكلام على الحرب في ليبيا”.. بهذه الكلمات احتفي  الإعلامي عمرو أديب  بتصريحات الرئيس المصري عن الوضع في ليبيا، وتابع قائلا:  “ينابيع السعادة انفجرت في كل الوطن العربي، وليس فقط بمصر بعد كلام عبد الفتاح السيسي عن ليبيا”.

وقبل أن نستعرض بعض النقاط المهمة حول حديث أديب لابد أن نشير إلى أن التعاون بينه و بين ”mbc مصر” كرسه  “كأغلى إعلامي عربي ” كما وصفه تركي ال الشيخ   وتحديدا في  اللقطة الشهيرة التي جمعته برئيس هيئة الترفيه السعودية الذي كان عراب “الصفقة ” التي رافقتها  “صفعة ” على ظهر عمرو أديب في مشهد  مازال وسيظل المشاهد العربي يتذكره وهو يختصر للأسف واقع الإعلام في المحروسة.

عموما عدنا لهذا التفصيل “الضروري ” لفهم علاقة هذا الإعلامي بالمحور الإماراتي –السعودي؛ وهو الذي لا يفوت أدنى فرصة للتذكير “بأفضال ” هؤلاء على النظام، تحديدا في الحلقة المخصصة لخطاب السيسي كان يكرر بين الفينة والأخرى “أثمن دور الإمارات في دعم مصر ” وغيرها من العبارات المطلوبة والتي تفضح بجلاء دور هذا النظام والمهام  الموكلة إليه لتنفيذها في ليبيا من الأطراف إياها.

والسؤال المطروح هنا: لماذا لا نرى هذه العنتريات حين يتعلق الأمر بإثيوبيا وكارثة سد النهضة التي تهدد حياة المصريين وتشغلهم تلك الأيام؟

وبالعودة إلى الكلمات الأولى التي بدأنا بها هذه المادة؛ والتي أتمنى أن يحفظها و يوثقها المصريون جيدا هذه المرة، كي يتم محاسبة كل من يلقى بأبناء بلدهم للتهلكة مقابل مكاسب شخصية لمن يستبدون بحكم الوطن والشعب .

مصر تطرح مبادرة لحل الأزمة الليبية

 

فحين يتحدث عمرو أديب مدعيا أن كل فئات الشعب سعيدة وراضية بهذه الخطوة التي ستتحول لكابوس يقض مضجع المصريين، ونحن هنا نتحدث عن حدث مصيرى فهذا دليل واضح وفاضح على أنه “شريك رئيسي ” في هذه الجريمة وبعدها لن تفيد الدموع واستجداء الناس كما فعل في ثورة يناير ؛ ولكن لماذا نركز على ضرورة أن يحفظ الناس و”يوثقوا ” حلقات أديب الحالية وبالأخص عن هذا الموضوع؟

الأمر ببساطة مرتبط بما رافق فترة 25 يناير حين اكتشفنا وغيرنا الكثير  أن عمرو أديب “ماهر ” في “إخفاء ” صلاته السابقة مع الأنظمة التي تنهار كما فعل مع حسني مبارك والدليل أن حلقات برنامجه “القاهرة اليوم ” لم يعد لها أثر على اليوتيوب ولا في  المواقع الأخرى كما فعل أيضا بحلقات برنامجه مع رولا خرسا على قناة الحياة الذي كان يبث أيام الثورة.

السؤال المطروح هنا : لماذا لا نرى هذه العنتريات حين يتعلق الأمر بأثيوبيا وكارثة سد النهضة التي تشغل المصريين الأن

تذكرت هذه المعطيات وأنا أعاين “حماسته ” وهو يتحدث عن قدرات جيش بلده الخارقة وعن “التفويض الشعبي ” للسيسي من أجل قهر ما أسماه “بالبلطجي أردوغان ”، فهل سيكون عمرو أديب وزملاؤه  مخلصين لكل هذه الشعارات الرنانة حين يغرق الجيش المصري في المستنقع الليبي لا قدر الله؟ وهل سيملكون ذرة شجاعة من أجل تحمل المسؤولية حينها؟

الجواب معلوم وقد علمتنا إياه التجارب السابقة، والمؤكد أنهم سيرتدون أقنعتهم المفضلة ويبدؤون  بالبكاء والنحيب، وأنهم ليسوا سوى “مأمورين ” مغلوب على أمرهم ..لكن السؤال الأهم : هل من الممكن أن يلدغ الشعب المصري من نفس الجحر مجددا، أو أن يشرب من ذات الكأس مرة أخرى؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها