فيبروميالجيا وافتخر 5‎

رياضة المشي
رياضة المشي

أتممت الآن ثلاثين يوما، وأنا على هذا الروتين الغذائى بدون تعاطى أي أدوية والنتيجة كانت رائعة والحمد لله.. فى خلال هذه الأيام لم تنتابني أى هجمة رغم أننى عانيت الأيام الماضية.

ماذا أفعل؟

فى الحلقات السابقة من السلسلة تحدثنا عن مشاعرنا ..أفكارنا تجاه أنفسنا..فكرة المجتمع عن المرض وهل يقوم بدعمنا أم لا ؟

الإنجاز والنجاح وكيف يلعبان دورا هاما فى تخطى جزء كبير من الألم خاصة في أوقات الهجمات .

اليوم سأتحدث عن الروتين اليومي، على الأقل روتينى الخاص بعد خلاصة تجارب ثمانى سنوات من معايشة الفيبروجاليا.

لذا ما سأعرضه الآن هو تجربتى الخاصة لأنني كما ذكرت لكم من قبل، أننى لست طبيبة بشرية، وما أكتبه فى هذه السلسلة هو من خلال تجربتى مع المرض، ومن خلال إطلاعي بالناحية النفسية، التى تجعلنى أحاول التعامل مع المرض بشكل أفضل من ذى قبل.

فى الروتين اليومى يكون هدفي هو : الناحية النفسية ..الناحية الجسدية

تنقسم الناحية الجسدية إلى الغذاء والرياضة.

فالغذاء يلعب  دورا هاما جدا فى تقليل حدة الهجمات بل فى اختفائها تدريجيا.

وقد قمت بإجراء تجربة بدأتها أخر أسبوع فى رمضان واستمرت لمدة ثلاثين يوما تعتمد تلك التجربة على إستراتيجيتين:

1- التقليل وليس المنع، 2- الإبدال والإحلال.

فسياسية التقليل وليس المنع  تعتمد على تقليل بعض المأكولات المضرة التى تعتمد فى الأساس على السكريات والدقيق الأبيض.

فاعتمدت سياسة التقليل وليس المنع لأنني أعلم أن عقلى سيراودني عن نفسى إن قمت بالمنع، لأنه سيعود إلى سابق عهده  إذا ما قمت بمنع كل شئ منعا باتا. 

لذلك قمت بتقليل أى شئ يحتوى على السكر على سبيل المثال بدلا من شرب كوب شاى بملعقة سكر فى اليوم مرتين أو ثلاثة جعلتها مرة كل يومين أو ثلاثة أيام وهكذا حتى أصبحت الآن لا استسيغ طعم السكر فى الطعام وصار يشعرني بالقشعريرة.

أتممت الآن  ثلاثين يوما،  وأنا على هذا الروتين الغذائى بدون تعاطى أي أدوية والنتيجة كانت رائعة والحمد لله
فى خلال هذه الأيام لم تنتابني أى هجمة بفضل الله رغم أننى عانيت فى شهر رمضان من هجمتين غاية فى الشدة فى أول الشهر وأخره

سياسة الإبدال والإحلال وتعني، وضع شئ مكان شئ أخر؛ فمع تقليل السكر والدقيق وضعت عدة بدائل، بديل السكر هو العسل فى بعض المأكولات.

بديل الشاى؛ عصائر طبيعية حتى إننى أقوم بعمل عصير سبانخ بالفواكه والجنزبيل يوميا أي ما يعني 30 يومًا في الشهر ، لا تتعجبوا إن أخبرتكم أنه ذو طعم جيد لأن السبانخ ليس لها طعم وتأخذ طعم الفاكهة التى توضع معها بديل الدقيق الأبيض و المخبوزات.

دقيق شوفان أو أي دقيق أخر متاح فى الأسواق بديلا للدقيق الأبيض وهناك عدة وصفات فى غاية البساطة من الممكن أن نسترشد بها من على شبكة الإنترنت.  

تناول الأطعمة الغنية بالاوميجا 3،مثل الأسماك وخاصة سمك السلمون وسمك التونة، تناول الخضروات والفواكه وخاصة الخضروات الورقية ،واستخدام الجنزبيل الطازج فى الطعام قدر المستطاع ،المحافظة على تناول الفيتامينات التالية ( فيتامين د،أوميجا 3 ،ماغنسيوم ).

ماذا بعد تلك التجربة ؟

أتممت الآن  ثلاثين يوما،  وأنا على هذا الروتين الغذائى بدون تعاطى أي أدوية والنتيجة كانت رائعة والحمد لله.

فى خلال هذه الأيام لم تنتابني أى هجمة بفضل الله رغم أننى عانيت فى شهر رمضان من هجمتين غاية فى الشدة فى أول الشهر وأخره.

ممارسة الرياضة الخفيفة من الأشياء الهامة رياضات مثل ( اليوغا،تمارين التمدد ،المساج الخفيف، السباحة)  أو الماء الدافئ اليومى على الأكتاف والرقبة والظهر فى غاية الأهمية ويساعد كثيرا فى التخفيف من حدة الألم.

أما عن الحجامة فهى من أكثر الأشياء التى ساعدتني وقت الهجمات لكن يجب أن تكون علي يد متخصصين ، استخدام بعض الزيوت على أماكن الالم وهناك مجموعة من الزيوت تدعى (Essential oils) مثل زيت اللافندر،النعناع،البرتقال.

أما الحالة النفسية فهى تنقسم إلى عدة نقاط تتمثل في تخفيف الضغوط والتوتر العصبى، إنجاز أشياء بسيطة جدا والاحتفال بها،وهو ما تحدثنا عنه فى المقالات السابقة.

أما النقطة الثالثة وهى فى غاية الأهمية ونغفل عنها كثيرا وهى “الفضفضة”.

نعم كما قرأتها هكذا !!!

يجب أن نتحدث عن الأمنا مع شخص قريب، شخص نثق فيه، نحبه وليس معنى الثقة هنا أنه سيحافظ على أسرارنا فقط بل نثق أنه لن يسفه من مشاعرنا ..بل سيقدرها ويحترمها.

شخص يعلم كيف ينصت إلى ألمك ويحترمه حتى ولو لم يقدم أى مساعدة يكفى أنه سينصت إلى مشاعرك ويحترمها، ويا حبذا لو كان هذا الشخص يمر بما تمر به.

أو كان هذا الشخص عدة أشخاص فى شكل مجموعة دعم نفسى لأن مجموعات الدعم النفسى تساعدنا بشكل أكبر على تخطى الألم، لأنك تجد من يشبهك فى النهاية
تجد من يخبرك أنك لست وحدك ..لأنك حقا لست وحدك ..هناك من يشعر بك فى هذا العالم حتى ولو لم تلتقيا حتى وأن كان فى العالم الافتراضي، حتى وإن كان من خلال قراءة مقال عابر لم تحسب حسابه يوما.

يكفى أننا سويا فى نفس الألم ..فى نفس الدائرة نشعر بأرواحنا تتلاقى وبقلوبنا تتعانق ولو من خلال بضع كلمات أبتسم ..فأنت وأنا هنا سويا دمت بألف خير أيها القوى.

لمتابعة المزيد من يوميات مريضة فيبروميالجيا:

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها