هدنة كورونا

العالم يتسابق لإنتاج لقاح لكورونا

التغيرات التي ستنتجها الكورونا ستقلب الموازيين والتكافؤ مابين الدول؛ رأساَ على عقب، وتعيد ترتيب الأوراق من جديد بتعديل النظام العالمي أو بمعنى آخر تجديده.

الهدنة بمفهومها العام هي ما يقوم بين حكومات دول متصارعة في ظل الحروب العسكرية والسياسية منها، أما ما نتحدث عنه اليوم ، فهدنة استثنائية بين دول العالم ومنظومة الحياة العامة.
فقد منح الفيروس التاجي كوفييد 19 -المُسمى بفيروس كورونا، هدنة لضحايا الحروب والأزمات، وبعث بروح جديدة للمناخ والمحيطات، وخفف من تأزم انقراض بعض الحيوانات النادرة على وجه الكرة الأرضية.
ذلك الفيروس الغامض، الذي  تشتت الأقاويل عن طبيعته،وأين وكيف نشأ،ومعه يطرح الكثير من التساؤلات؟
 إلا أن  كل ما سبق يشير إلى أنه حجر من أحجار السياسة العالمية، ولعبة تجار المال والسياسة ذات المنفعة العامة والخاصة.
فقبل سنوات طويلة مضت كان هناك وباء خطير ومدمر يسمى الكوليرا، وما حدث في وقتها هو ما يحدث اليوم، وما سيحدث لاحقاَ هو ما حدث بعد الكوليرا.
فالمتغيرات التي ستنتجها الكورونا ستقلب الموازيين والتكافؤ مابين الدول؛ رأساَ على عقب، وتعيد ترتيب الأوراق من جديد بتعديل النظام العالمي أو بمعنى أخر تجديده بالكامل، ليناسب مراحل التطور والذكاء الصناعي والرقمي للسنوات الطويلة المقبلة.
نعود إلى الذاكرة قليلاً،  فما حدث منذ عشر سنوات مضت في دول الشرق الأوسط وما قبلها بسنوات قليلة ببعض دول العالم الأخر، من حروب ودمار وانهيارات اقتصادية ؟ أخذت سنوات لعلاجها تدريجيا،ولكن بصورة مشوهة عما خطط له؛ وبصعود زمن الوباء كورونا لتصبح هناك هدنة عامة شاملة غير معلنة في العالم تمهيداَ لبداية المرحلة القادمة.

التغيرات التي ستنتجها الكورونا ستقلب الموازيين والتكافؤ مابين الدول؛ رأساَ على عقب، وتعيد ترتيب الأوراق من جديد بتعديل النظام العالمي أو بمعنى أخر تجديده

نعم هي حبكة سياسية وعقدة سلسلة وأحداث مترابطة ببعضها بعضا، فالوباء كان الحجر الاخير الذي تم تحريكه في رقعه الشطرنج العالميه، مفاده أن اللعبة القديمة أشرفت على الإنتهاء وتقسيم الغنائم وأرباح المرحلة القديمة ستوزع قريباَ بأوراق لعب جديد.

هذا التقاسم بمضمونه ستصعد به نفوذ ومصالح دول وتهبط به دول كانت يوماً من الأيام من اللاعبين الأساسيين.
إن التسلسل الزمني لأحداث الفيروس التاجي، مترابط مع بعضه، ترابطا مدروسا و منقحا جيداً. فمنذ الإعلان الرسمي على انتشاره، وأسبابه وتأثيره على الشخص المصاب به، أدى إلى ذلك لهلع كبير بين سكان دول العالم ..
إعلامياً كانت هناك كارثة ستودي بالحياة إلى أصعب مراحلها على مر التاريخ، لكن على أرض الواقع وما يجري هناك، فإنها حالة عامة غير مستقرة ولكن ليس كما يروج له إعلامياً، لا أحد ينكر أن هناك وباء متفشيا، ولكنه مثله مثل أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير كما ظهرت في السنوات السابقة.
لا أحد يعلم أو يستطيع أن يؤكد أن هذه الأرقام التي ظهرت في الصين في بداية الوباء صحيحة،و لا تلاعب في الإحصائيات والتحاليل المقدمة لمنظمة الصحة العالمية.
 وما انتشر بعدها في العالم من احصائيات يومية متسارعة بعدد الإصابات والوفيات يؤكد أن هناك كارثة عظمى تحدث، والكل متأهب للغد وتبعاته.
نهاية ذروة الوباء في الصين كانت بدايتها في باقي  أنحاء العالم، وبشكل غريب أصبحت الصين التي هي بؤرة الوباء كما يقال خالية منه  تقريبا! .
بدأت إعادة الحياة  بشكل تدريجي إلى طبيعتها في جزء من العالم نجد الجزء الأخر  يصارع ويحارب للحد من تفشيه، كما تشير الاحصائيات الاتية منهم..
أدت هذه الأحداث المتسارعة إلى إتفاق غير رسمي وغير معلن بين حكومات الدول، فما حدث بين الحكومات بقرارات شبه موحدة لدولهم لايعقل أن يحدث في وقت أخر.

تفشي وباء الكورونا في العالم

فهي ظاهرة لم تحدث من قبل، بأن نجد أن أغلب حكومات العالم مع بعض الاستثناءات اتفقت  على سياسة واحدة، وهي الحد من إنتشار الوباء وإغلاق البلاد بالكامل وتضيق حركة السكان. ولربما هذا هو الهدف من تطوير الفيروس ونشره..

هذا يدل على مجهود تنسيق دولي من قبل  أشخاص يقومون بإعطاء توجيهاتهم لحكومات دول العالم، على سياسة و بنود موحدة محددة تصب في مصالح عدة، تحت ظل حكومة عالمية موحدة غير رسمية للعالم أجمع..

أدى فيروس كورونا لوفاة عدد كبير من الطاعنين في السن، الذين  تتولي الحكومات الغربية عنهم  أساسيات الحياة، وهو ما يوفر أموال طائلة لتلك الحكومات .

كما أن هذه الإجراءات تتماشى وتصب في تشكيل أجندة للعالم، وأدى الإغلاق شبه الكامل في دول العالم والتضييق على حركه السير إلى عوامل عدة!
فتوقفت المعامل والشركات ودور العبادة والأسواق التجارية، وولدت بسببها زيادة كبيره في العاطلين عن العمل، وزادت نسبه الفقر في الدول وإفلاس بعض الشركات والمعامل، لتصبح هذه الدول متساوية في التعاسة والخسارة نفسيهما بتفاوت درجاتها.
ففي بعض الدول البيروقراطية، استفاد صانع القرار هناك بإغلاق وإفلاس بعض الشركات والمعامل، وإغراق بعضها الأخر بديون طويلة الأمد، التي هي منافسة وخارجة نسبياً من الحقيبة البيروقراطية.
من ناحية أخرى أدت هذه الظروف إلى وفاة عدد كبير من المتقاعدين الطاعنين في السن، الذين وفي الكثير من الدول، تتولي الحكومة عنهم  أساسيات الحياة كالغذاء والعلاج وحتى مصروفهم الشخصي وترفيههم.
هذه الوفيات ستقلص من حجم المساعدات المقدمة لهم من حكومتهم الراعية لهم، وتخفف الأعباء الثقيلة عليهم لسنوات طويلة، لكن السؤال هل هذا صب في مصلحه حكومات الدول أم أنه مجرد صدفه في زمن الوباء بأن يكون العدد الكبير من الوفيات هم الكبار السن؟ فالجواب بالتأكيد ليست صدفه فهذه الأعباء المالية على مر السنين ستكلف الكثير من المال واليد العامة لتوظيفهم لذلك.
من الفوائد الأخرى لصالح حكومات الدول في إغلاق البلاد هي قرارات جديدة ستصدر لاحقاً، منها لرفع سقف الضرائب العامة على الشركات الكبرى ورجال الأعمال وذوي الدخل العالي لسنوات طويلة مقبلة، وتخفيض نسبي على ضرائب اساسيات الحياة كالغذاء والصحة.وللحديث بقية.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها