كورونا ابتلاء أم عذاب ؟

تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم 7 ملايين و263 ألفا، توفي منهم ما يزيد على 411 ألفا، وتعافى أكثر من 3 ملايين و576 ألفا

فالكوارث والأعاصير كانت ولا زالت سنة من سنن الكون يختبر بها الله من يشاء، ويعز ويذل فيها من يشاء.

السطحية والسذاجة صارت عملة يَتم تداولها أكثر من الدولار واليورو، ويتم تعاطيها أكثر من الحشيش والأفيون ، العقول السطحية لا زالت تتحفنا بوقائع ومجريات تختزل إرادة الله جل جلاله في سنن كونية وهو أعلم بها منا.
ولا زال الناس يؤمنون بأن كورونا هو رد فعل إلهي على مافعلت الصين بالمسلمين،وتناسوا أن دولة صغيرة كانت ولا زالت تشبعنا موتاً وتهجيراً لـ 60 عاماً ولم تُصب بكورونا  لا في 56 ولا في 67 ولا 73 أو حتى بعد كامب ديفيد..!!
وهي نفس العقول التي ترى أن كابتن زين الدين زيدان مدرباً لا يمتلك تكتيكاً، وأنه أحرز 3 كؤوس للأبطال على التوالي بالحظ والنصيب .
وهي ذات العقول التي تقارن صوت الشيخ القارئ عبدالباسط عبدالصمد، بقراءات طفولية لا تصلح إلا لركعتين بدقيقتين ودمعتين.

فيروس كورونا ينتشر في أغلب دول العالم

 

تلك الأصوات التي تبكي أكثر مما تقرأ لتختلط عليك مخارج الحروف وتتطاير أحكام التجويد في الهواء .
وهي العقول التي تجادلك حزناً في منظر الكعبة، ونسوا أن زوالها عند الله أهون من قتل مسلم.

وأن الدنيا بقيت بلا حج ولا عمرة لعدة سنوات أيام القرامطة، وغيرها من أحداث التدمير والفيضانات التي علمنا الله فيها ” أن الحزن كل الحزن إن لم يتقِ الإنسان ربه في الحرام سوى بزيارة بيته الحرام“ أو في إرجاء الأرض المختلفة .
وهم ذاتهم من صاروا يخترعون لنا قواعد ومبادئ جديدة في الحياة، كقولهم أن الناس لا يحتاجون إلى فنان ولا رياضي ولا مهندس بل إنهم يحتاجون للعلماء فقط.  وقولهم إن العلم وأبحاثه لا يساوي شيئاً أمام وباء واحد…. أقول لهم أن الأمور لا تقاس هكذا..
فالكوارث والأعاصير  كانت ولا زالت سنة من سنن الكون يختبر بها الله من يشاء، ويعز ويذل فيها من
يشاء.

فالابتلاءات تأتي على قدر وإمكانيات كل جيل وعصر، فالعالم الذي تحول لقرية صغيرة رقمياً وفعلياً من السهل أن ينتشر فيه فيروس صغير وبسرعة جنونية، نحن نعيش في كوكب يسافر بالطائرة والمركبات الفضائية، وليس على الخيل والجمال.
والأمر الثاني هو أن الله في كل زمان يعرف الإنسان بحجمه وقدره، فالاوبئة والأحداث الكبيرة تأتي دائماً لتقول لك إنك مخلوق عاجز ومسكين وضعيف أيها الإنسان.
كما أن الكون بعد كل كارثة وحدث جلل يسير في أتجاه جديد ويتغير وفق مشيئة الله نحو نمط ونسق غير مسبوق يهيئ فيه الله أسبابا لأمور
لا يعلم بها الا هو.
 وأنا أرى في ضياع حق أي فقير، وقتل أي بريء،وتزاحم الناس على الرياء والمفاخرة المجانية، ثرثرتهم عن انجازات وهمية….. أرى فيها أية وتذكرة ونهاية للكون أكبر وأبلغ من كورونا وغيره

 

 

 

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها