شكرا كورونا

شكرا كرونا لقد كشفتي ما كان مستورا،لقد كشفت عوراتنا في مجال الصحة والإقتصاد والسياسة وحتى المجتمع
شكرا كرونا لقد علمتنا أننا لا نستطيع أن نعول على الحكومة ولا على الدولة

شكرا كرونا لقد كشفت ما كان مستورا،لقد كشفت عوراتنا في مجال الصحة والإقتصاد والسياسة وحتى المجتمع.

شكرا كرونا لقد علمتنا أننا لا نستطيع أن نعول على الحكومة ولا على الدولة،حتى النواب الذين إنتخبهم الشعب  لم يكونوا في مستوى الأزمة ولا على قدر المسؤولية.

شكرا كرونا أنت فتحت أعيننا على ضعف العالم بأسره وعدم مقدرته في مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة رغم مصانعهم الحربية وترسانة الأسلحة التي يملكها البعض أو معظم الدّول.

إن ازمة فيروس كورونا كانت صدمة للجميع ودون إستثناء دول كبيرة ودول صغيرة،الغرب المتحضر والشرق (المتخلف )حتى إنها لم تستثنِ أحدا، ليس الأن فقط ولكن تبعات ذلك إقتصادية وسياسية وجغرافية كبيرة.

أزمة كورونا جعلت من التونسيين وغير التونسيين يتعرفون على أولويات بناء الدولة ألا وهي التعليم والبحث العلمي والصحة والأمن الغذائي.

عندما يصرف العرب  المليارات على التسلح  وفي المقابل صفر في ميزانية التعليم والبحث العلمي والتعليم العالي،ويرهنون أنفسهم للغرب لتحقيق اكتفائه الصحي والغذائي مع العلم أنهم هم أصحاب الثورات الباطنية والطبيعية،وهو ما كان على حساب كفاءات هذه الدول وعقولها مما أنتج هجرة العقول ومغادرة الكوادر الطبية والشبه الطبية والعقول البلاد.

شكرا كرونا لقد كشفت لنا كم الفاسدين والناهبين في هذه البلاد حيث أنك اسقطت ورقة التوت عن الذين إحتكروا الغذاء وقوت المواطنين البسطاء.ورفعوا الأسعار إلى السماء ،إن الأزمات والمحن تكشف من معك ومن ضدك.

لقد كشف الوجه الأخر لبعض النخب والثقافية والفنية التي تجردت من إنسانياتها وأصبحت هي نفسها وباء على نفسها ووباء على الأمة.

هذه الأزمة الصحية كشفت من يخدم لمصلحة البلاد ومن يستغل الظرف لنشر سمومه والبلبلة والفوضى خدمة لمصالح شخصية،وخدمة لمصالح خارجية عبر تصفية حسابات سياسية بين الأحزاب وعبر المال الفاسد الذي يضخ لهم.
 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها