مع ارتفاع أسعارها هل تقي الكمامة من كورونا؟

الهلع الذي أصاب العالم بسبب انتشار فيروس كورونا أدى إلى إقبال شديد على شراء الكمامات الطبية بدعوى الوقاية من الإصابة بالفيروس.

ومن منطلق مصائب قوم عند قوم فوائد، حققت شركات الأدوية والمستلزمات الطبية أرباحا طائلة بسبب الطلب المتزايد وغير المتوقع على الكمامات والمعقمات الكحولية وغيرها من المستلزمات.

 وتحولت أسهم شركة 3M الأمريكية المصنعة للكمامات إلى الارتفاع بعدما كانت التوصيات ببيع السهم، وحققت الأسهم ارتفاعا كبيرا بعد إعلان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الاتفاق مع الشركة على شراء الحكومة الأمريكية منها ٣٥ مليون قناع “كمامة “شهريا في إطار تحركات الإدارة الأمريكية لمواجهة فيروس كورونا.

وفي كثير من الدول العربية اختفت الكمامات من الصيدليات خاصة أن أغلب الدول العربية تستورد مستلزماتها الطبية من الصين ودول أخرى.

ومع توقف الاستيراد من الصين أصبح من الصعب على الشركات إيجاد موردين آخرين من دول أخرى نظرا لأن أغلب الدول حظرت رسميا تصدير الكمامات للخارج تخوفا من حاجة السوق المحلي؛ في حين أن المصانع في البلدان المصنعة بآسيا وأوربا لا تلاحق على تلبية الطلبات المحلية التي تتزايد مع كل خبر عن تزايد الإصابات والوفيات حول العالم.

منظمة الصحة العالمية: لا حاجة للأصحاء لارتداء الكمامات، وينصح بارتدائها فقط عند رعاية شخص مشتبه في إصابته

 

وقد سجلت كثير من بلاد العالم وأغلب البلاد العربية من الخليج إلى الأردن ولبنان ومصر والعراق والدول المغاربية ارتفاعا كبيرا في أسعار الكمامات بأضعاف مضاعفة وصل حسب تقارير صحفية إلى ٤٠٠٪ .

وربما تزداد أسعار الكمامات في حال واصل الفيروس كورونا المستجد انتشاره إذا قلت المواد الخام المستخدمة في تصنيعها مع توقعات بتعطل كبير في حركة نقل وتصدير المواد الخام.

وهذا ما يدفع المنتفعين من استغلال الموقف وتصنيع كمامات من القماش أو من مواد غير معتمدة طبيا.. لذلك يقظة الأجهزة الرقابية مهمة جدا ووعي الناس أكثر أهمية، فالجميع خائف والجميع يريد الوقاية من الفيروس القاتل؛ ولكن هل تقي الكمامة من كورونا؟

الرد الصادم:

هذا السؤال طرحته على ضيفي في برنامج مع الحكيم في حلقة عن كورونا مع الدكتور أحمد عجاج أخصائي الباطنة وطب الوقاية من الفيروسات في السفر فكان رده صادما بالنسبة لي ولمشاهدي الحلقة: إذ طالب د. عجاج بمنع ارتداء الماسكات (الكمامات) في المناطق غير الموبوءة أو التي لا تشهد تفشيا للمرض لأن ارتداءها قد يسبب الهلع بلا داعٍ مؤكدا عدم ضرورة استخدامها من دون توصيات الجهات الرسمية.

وأوضح د.عجاج أن الماسك (الكمامة) غير ضرورية لغير المصابين وأن التعقيم بالجيل الكحولي أفضل وأصح.

وفي لقاء أخر مع الدكتور محمد دسوقي استشاري الأمراض الصدرية قال إن الكمامات ليست ضرورية لكل الناس وإنما للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض مثل الطواقم الطبية والعمال والموظفين في المنشآت الطبية الذين يتعاملون مع المرضى. كما أن الكمامة تحقق الوقاية عندما يرتديها المريض وليس الشخص الصحيح، وأضاف أن الكمامة تستخدم مرة واحدة ويجب التخلص منها بعناية في سلة المهملات.

وتأكيدا لما قاله الطبيبان خرجت منظمة الصحة العالمية ببيان لا لبس فيه وذكرت: “في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد قد يتخذ البعض بعض التدابير الوقائية على أعلى مستوى، ولكن قد تكون هناك بعض التدابير غير الضرورية لذلك نؤكد أنه لا حاجة للأصحاء لارتداء الكمامات، وينصح بارتدائها فقط عند رعاية شخص مشتبه في إصابته بعدوى كوفيد-19”.

 الوقاية الحقيقية:

وفقا للأطباء الذين التقيتهم على مدار التغطية المتواصلة لأخبار كورونا فإن إجراءات الوقاية المهمة هي اتباع وسائل النظافة وغسل اليدين يمثل ٩٠٪ من الوقاية الضرورية.

تجنب ملامسة الأنف والفم والعين قبل تنظيف اليدين لأن الفيروس ينتقل من الأسطح للجسم تجنب مخالطة المرضى المصابين بالإنفلونزا، وترك مسافة متر إلى مترين بين الأشخاص، وتجنب المصافحة باليد والتقبيل والأحضان، والاهتمام بمناعة الجسم من خلال الحد من التدخين، والراحة والنوم الكافي والتغذية الصحية، وتنشيط الجسم بالرياضة، وكذلك تجنب السفر إلا للضرورة.

وقد تلاقت توصيات الأطباء والمنظمات الصحية الرسمية مع قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم  في الحديث الشريف: “الطاعون بقية رجز أُرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها”.

ونسأل الله لنا ولكم وللإنسانية في كل العالم السلامة والخير والصحة والسعادة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها