من يحكمنا البيروقراطية أم الديمقراطية؟

صورة أرشيفية لجنود من الجيش العراقي خلال تدريب في معسكر التاجي

إن السلطة بيروقراطية لكنها ممزوجة بالثيوقراطية ومتأثرة بها بشكل كبير (وتقدسها)، ومتغطية بالديمقراطية.

في هذا المقال أريد أن أضع الحوار مفتوحا كوني لا أعرف أي مصطلح له الدور في العراق وسياسته وطريقة أدارة مؤسساته.

فالبيروقراطية: أو ما يطلق عليها بالعربية بعد تعريبها (الدواوينية) فهي تعني أدارة المكاتب أو العملية الإدارية التي يقوم بها مجموعة من الناس تستخدمها الحكومات في القطاع العام أو الخاص، وهي تنص على أن المراكز لا ترتكز على شخص معين.

فيمكن وضع أي شخص فيه المواصفات الكافية للقيام بمهام المكان المقصود، وبذلك تزيل الجانب الشخصي من أدارة شؤون المؤسسات وتجعل المؤسسة فعالة وعملية بإستخدام ذوي الكفاءة، وتجعل لكل شخص وظيفته المحددة التي يقع عليه القيام بها لتتم العملية بشكل هرمي لتتصل كل مجموعة بأشراف ورقابة، ومن عيوبها هي البطئ في العمل.

هذه هي البيرقراطية ويمكن اختصارها بأنها أدارة هرمية مشتركة للقيام بمهام على نحو سليم بوجود قيادة جيدة، والقيادة لا تقتصر على شخص معني.

أما الثيوقراطية: وهي تعني أن السلطة القائمة على زمام الأمور تستمد معرفتها وتعاليمها من مصدر ديني أو من مؤسسة تمثل الدين، والثيوقراطية هي تمثل أي سياسة تجعل للدين ورجل الدين مكانة أساسية في نظام الحكم ومجريات العملية السياسية والتدخل بالمواقف الحاسمة لبناء الدولة ومصيرها.

ويمكن أختصار الثيوقراطية بأنها جعل الدين و ممثليه يقومون على أدارة الحكم.(ولا حاجة لذكر العيوب)

والديمقراطية:  تعني أن الشعب هو مصدر السلطة، والتي تُعني بحكم الأكثرية ومبدأ فصل السلطات والتي تعتمد بوجه أساسي على العملية الانتخابية الشفافة والمرنة لتشكيل مجموعة من الأشخاص الذين ينوبون عن الشعب (النواب)، على أن تكون عملية الحكم بالطريقة السلمية وتسليمها بالطريقة السلمية أيضا، ومن عيوبها هو حكم الأغلبية للفئة الاقل.

ويمكن أختصار الديمقراطية هي جعل السلطة بيد ممثلين ينوبون عن الشعب، ويتم استبدال هذه المجموعة من الممثلين سلميا بعملية انتخابية يقوم بها الشعب.

بعد أن عرفت عزيزي القارئ المصطلحات الثلاثة بشكل مبسط، هل وقعت في نفس حيرتي؟

إذا هل  هي  سلطة بيروقراطية أم ثيوقراطية أم ديمقراطية التي تحكم العراق ؟

فنحن اليوم تحت نظام بيروقراطي (حسب التصريحات) وأن السلطة قائمة على مجموعة من الإدارات التي توكل إلى أشخاص أكفاء وتشرف على هذه الإدارات أدارة عليا، وأن هذه المراكز أو الإدارات لا تقتصر على أحد (من أعلى الهرم لاسفله) فيمكن لأي شخص ذو كفاءة يقوم بمهام توكل اليه،(وهناك شريحة كبيرة من الشعب تؤمن بوجود هذا النظام وتؤازره وتدعمه بإعتباره جيدا) وهذه الحيرة رقم واحد.

وعندما أنظر إلى الموضوع من جانب النظام الثيوقراطي فلا داعي للحديث والخوض في هذا الغمار فالجميع يعرف الجواب. لذلك الحيرة رقم إثنان لا تحتاج إلى توضيح، (وهناك فئة كبيرة من الشعب تتفاخر وتنتمي وتشجع هذا النظام أو المبدأ).

أن السلطة في الدول العربية بيروقراطية لكنها ممزوجة بالثيوقراطية ومتأثرة بها بشكل كبير (وتقدسها)، ومتغطية بالديمقراطية

وحين أنظر إليه من الجانب الثالث (النظام الديمقراطي) فنحن بالتأكيد تحت نظام ديمقراطي والدليل هو (البرلمان) فالسلطة اليوم أهم أعمدتها البرلمان والبرلمان يحتوي على برلمانيون (ممثلو الشعب).

 وهؤلاء الممثلون ينتخبون من قبل الشعب، أي أن السلطة للشعب، فضلا عن التصريحات التي تقول أن النظام ديمقراطي بشكل واضح وصريح (وهناك شريحة لا تقل عن سابقتها تهتف بأن  النظام ديمقراطي). وهذه الحيرة الثلاثة.

وعلى ما أعتقد أن السلطة بيروقراطية لكنها ممزوجة بالثيوقراطية ومتأثرة بها بشكل كبير (وتقدسها)، ومتغطية بالديمقراطية، وتزعم أن الديمقراطية هي المبدأ المتخذ!
 إذن في رأيكم ماذا نحن؟ هل نحن بيروقراطيون؟ أم ثيوقراطيون؟ أم ديمقراطيون!!!!

وبسبب هذه الحيرة جعلت هذا المقال مفتوحا لكي أتوصل الى قناعة ربما سترسيني الى نظرة مقنعة لما يحصل، أو ربما سيكون الجواب (تخبط وسط شعب أغلبه جاهل لا يعرف ماذا يريد!).

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها