سباق البيت الأبيض.. والمنافسة على الولايات المتأرجحة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وشهدنا فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، بنسبة ضئيلة بالولايات الست الكبرى الحاسمة: (فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان ونورث كارولينا وويسكونسن وأريزونا).

اليوم تدخل الولايات المتحدة في حرب انتخابية جديدة بين المرشح الديمقراطي جو بايدن، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي يخوض الانتخابات في ظل تعقيدات داخلية مهمة بسبب تداعيات فيروس “كورونا”، وملف المواطن الأمريكي “جورج فلويد” الذي مات مقتولا، بسبب عنف الشرطة، وما تبع ذلك من موجة احتجاجات صاخبة على مستوى الولايات المتحدة.
وخلال الأيام الماضية كثف ترمب وبايدن رحلاتهما لبعض الولايات للحصول على 270 صوتًا من الكلية الانتخابية اللازمة لانتخابهم.

 

وتحتدم معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية،  في الوقت الذي يرجح فيه معظم المحللون بأن هناك 8 ولايات توصف ب“المتأرجحة“، والتي ستحسم نتيجة السباق الرئاسي؛ وهذه الولايات هي : ( فلوريدا وكارولاينا الشمالية  و بنسيلفانيا وميشيغان وأريزونا وجورجيا وآيوا وأوهايو ) .

وفيما يلي نظرة على هذه الولايات المتأرجحة، التي ستكون نتائجها حاسمة في لعبة انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة، وذلك فيما يلي :
                                       
فلوريدا
تضم الولاية جالية كبيرة من أصل كوبي والعديد من المتقاعدين، وهما مجموعتان تقليديتان محافظتان. وهذه الولاية ذات الـ 29 ناخباً، فاز فيها ترمب بفارق ضئيل، بفضل كبار السن، ويأمل بايدن، الذي يتقدم بأقل من نقطتين، في جذب الشباب في المدن، وخاصة اللاتينيين، الذين لديهم حساسية تجاه قضايا الهجرة.
                                                                                                      
كارولاينا الشمالية
يعتمد ترمب على السكان البيض وأهل الريف وكبار السن ، وكذلك على المجتمع الإنجيلي الذي كان دعمه حاسمًا عندما فاز بها ترمب قبل أربع سنوات. ويسعى “بايدن” للحصول على أصوات الأمريكيين من أصل أفريقي والشباب للفوز بـ 15 ناخبًا في هذه الولاية. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم جو بايدن بالولاية بثلاث نقاط .
بنسلفانيا
كان ترمب قد فاز عام 2016 في هذه الولاية الديمقراطية تقليديا ذات العشرين ناخباً رئيسياً،  ويعتمد “بايدن” ، الذي يتقدم بأربع نقاط، على ناخبي المناطق الحضرية وكبار السن والعاملين .
فالمدن الكبيرة في بنسلفانيا ستصوت بكثافة لبايدن فيما الغرب الريفي ومناطق الوسط المحافظة مؤيدة لترمب. أما الضواحي ومناطق شمال الشرق فستكون حاسمة؛ وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن ب5,6 نقاط مئوية.

                                                                                                                    
ميتشيغان
فاز فيها ترمب بنحو 16 صوتا في 2016 وهي ولاية تاريخياً ديمقراطية، ويعتمد الديمقراطيون على أصوات الناخبين البيض في الضواحي وأصوات المجتمع الأسود والعمال النقابيين. وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن فيها ب 7 نقاط مئوية .

أريزونا
يتقدم بايدن في أريزونا حالياً بنحو أربع نقاط، ويعول على تصويت الشباب اللاتينيين في المناطق الحضرية، والتي يمثلها 11 ناخباً رئيسياً ولم تصوت للديمقراطيين منذ عام 1996 , أما ترمب فقد أضر بحظوظه بإساءته المستمرة إلى سمعة السناتور الراحل “جون ماكين” ، الذي كان يمثل أريزونا، لكنه بالمقابل يحظى بدعم معارضي الهجرة غير القانونية الذين يؤيدون بناء جدار على الحدود المكسيكية. وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن ب 4,0 نقاط مئوية 

جورجيا
رغم حصول ترمب على أصوات 16 ناخباً رئيسياً في جورجيا عام 2016، تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تأخره قليلاً عن جو بايدن (الذي يتقدمه ب 1.2  نقطة مئوية ) الذي يعتمد على أصوات المجتمع الأسود الكبير (32 بالمئة من السكان) والناخبين في المناطق الحضرية الديمقراطيين تقليديا، وهنالك هدف آخر للمرشحين في هذه الولاية هو النساء البيض من سكان الضواحي الثرية.                                                                                
آيوا
فاز ترمب في هذه الولاية الزراعية المتدينة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والأغلبية الساحقة من البيض؛  لكن من الممكن أن يصوت الناخبون الستة لجو بايدن، الذي يتقدم بـ 1.2 نقطة عن الرئيس، وذلك بسبب الحرب التجارية مع الصين والبرازيل والأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.                                              أوهايو
تعتبر أوهايو من الولايات المتنوعة ديمغرافيا وسياسياً. وتحوز على ثمانية عشر ناخباً، فقد انتصر ترمب فيها عام 2016 بفارق ثماني نقاط عن طريق اجتذاب الديمقراطيين المحبطين، والذين يحاول بايدن إعادتهم إلى معسكره؛ ولكن بالرغم من وعوده “ترمب”  فانه لم يخلق وظائف في هذه الولاية التي تعاني من أزمة اقتصادية والوضع مقلق بالنسبة للمزارعين. وبحسب استطلاعات الراي يتقدم بايدن ب 6 نقاط مئوية .

 وشهدنا فوز  ترمب  في الانتخابات الرئاسية عام 2016، بنسبة ضئيلة بالولايات الست الكبرى الحاسمة: (فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان ونورث كارولينا وويسكونسن وأريزونا)؛ ولكنه بالمقابل  خسر في التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون .
وحصل ترمب على 63 مليون صوت أو 46.1% من أصوات الناخبين، في حين حصدت كلينتون أصوات 65.8 مليون ناخب أو 48.1% من أصوات الناخبين.
وقد أثار فوز ترمب بانتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة شكوكا غير مسبوقة تتعلق بإمكانية الوثوق باستطلاعات الرأي.
فقبل أيام من الانتخابات الأنية، يتقدّم الديموقراطي جو بايدن على الرئيس الجمهوري “ترمب” بتسع نقاط مئوية وذلك على الصعيد الوطني، لكن في أمريكا، يفوز المرشحون بالبيت الأبيض عن طريق الهيئة الناخبة، لا التصويت الشعبي.

وختاما، ليس مستبعدا إمكانية أن تشهد الانتخابات الرئاسية تحوّلات كثيرة ، إذ إن نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة في 2016 حُسمت على الأرجح في اللحظات الأخيرة .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها