طلعت حرب في ذكرى مولده

تمثال طلعت حرب في وسط القاهرة بجانبه متظاهر

فى٢٥ من نوفمبر/تشرين الثاني ١٨٦٧ ولد طلعت حرب باشا العبقرية الاقتصادية المتفردة في تاريخ مصر وفى مرحلة مهمة من تاريخها تحت الاحتلال البريطاني المستولي على مقدراتها الاقتصادية والمدير لشؤونها السياسية فلحق بشعبها ما لحقه من تخلف وانحطاط اقتصادي واجتماعي وبطبقتها السياسية من تمزق وصراع.

تخرج طلعت من مدرسة الحقوق ١٨٨٩ وعمل في الدائرة السنية وترقى فيها من رئيس حسابات حتى أصبح مديرا لقلم القضايا ثم انتقل مديرا لشركة كوم أمبو ثم للشركة العقارية ما أكسبه خبرة كبيرة بواقع الاقتصاد المصري وسيطرة الأجانب عليه فتحرك لتمصير الشركات

وتمكين المصريين من التملك ودعا الشعب المصري إلى حشد طاقاته للتحرر من سيطرة الأجانب على اقتصادهم واستغل طلب الشركة المديرة لقناة السويس ١٩١٠ مد امتيازها لـ ٥٠ عاماً أخرى فتحرك سريعا ودعا المصريين الى رفض الطلب وألف كتاب “مصر وقناة السويس” وناشد الشعب المصري وقادته رفض طلب الشركة فاستجاب الرأي العام المصري ممثلا في مجلس النواب ورفض طلب الشركة ما شجعه على السير في طريق حشد المصريين للتخلص من سيطرة الأجانب على اقتصادهم ونهب مقدراتهم

دعا طلعت حرب المؤمنين بدعوته لإنجاز المشروع فاجتمع ١٢٦ رجلا من أبناء مصر الأحرار وتقدموا بتوفير ٨٠ ألف جنيه كانت رأس مال بنك مصر وكانت قيمة السهم أربعة جنيهات

قام في ٢٩ من أبريل/نيسان ١٩١١ بتنظيم مؤتمر جمع له عددا كبيرا من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين الأحرار وقدم لهم كتابه المهم “علاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين” وفيه طرح رؤية وطنية لاستقلال مصر الاقتصادي، لقيت قبولا وحماسة من المصريين فأسندوا إليه مهمة انشاء بنك وطني للمصريين فقد كان البنكان الأهلي والمصري الموجودان في مصر آنذاك يعملان للأجانب فقط. أما بالنسبة للمصريين فقد قام الأجانب بإنشاء شركات مالية خاصة (بيوت الرهونات) فوائدها الربوبية عالية وشروطها قاسية ما مكن الأجانب من الاستيلاء على كثير من الأراضي الزراعية والعقارات وفاء بقروضهم وفوائدها العالية وقد أعانهم على ذلك سيطرة الاحتلال على مقدرات البلاد وضعف الحكومات القائمة آنذاك.

سافر طلعت حرب إلى أوربا فدرس نظام البنوك وعاد لإنشاء البنك الذي حال قيام الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ دون إنجازه حتى انتهائها.

لقد أضاءت  ثورة مصر 1919 قلوب وعقول كثير من المصريين فأثمرت مع دستور سنة 1923 إقبالا وحماسة لفكرة البنك وعزما على التحرر من سيطرة المستعمر على مقدرات الوطن الاقتصادية وحقهم فيها.

دعا طلعت حرب المؤمنين بدعوته لإنجاز المشروع فاجتمع ١٢٦ رجلا من أبناء مصر الأحرار وتقدموا بتوفير ٨٠ ألف جنيه كانت رأس مال بنك مصر وكانت قيمة السهم أربعة جنيهات منهم أحمد باشا يكن وفؤاد بك سلطان وعبد الحميد السيوفى وعلى ماهر وعباس بسيونى وعبد العظيم المصري أكبر المساهمين (ألف سهم) وهو من اعيان مغاغة بالمنيا.

    كان أبو الاقتصاد المصري يعرف قدر التنمية الشاملة والقيم الاقتصادية المضافة للمنتجات الزراعية المصرية وخصوصا القطن الذي كانت محالجه ومصانعه قلاعا صناعية ضخمة

في ٣ من أبريل/نيسان ١٩٢٠ نشر في الجريدة الرسمية (الوقائع المصرية) قرار إنشاء بنك مصر وفى ١٠ من مايو/أيار ١٩٢٠ تم افتتاح بنك مصر رسميا ليبدأ رحلته المباركة في بناء مصر الحديثة برأس مال مصري وإدارة وكوادر مصرية (تم ارسالهم وتدريبهم في أوربا) ومراسلات وتعاملات باللغة العربية. لقد كانت مؤسسة عربية امتدت خدماتها إلى كثير من الدول العربية. سنة ١٩٢٢ تم إنشاء شركة مصر للطباعة وفى ١٩٢٣، تم انشاء شركة مصر لصناعة الورق وشركة مصر لخليج الاقطان، وفى ١٩٢٥كان إنشاء شركة مصر لصناعة السينما واستديو مصر. ١٩٢٦ الشركة المصرية العقارية وبنك مصر الفرنسي. ١٩٢٧ شركة مصر للغزل والنسيج ثم توالى إنشاء الشركات حتى ١٩٤٠ وتم إنشاء أكثر من ٢٢ شركة كبيرة غطت كل الأنشطة الاقتصادية التي يحتاجها الشعب المصري وكثير من دول المنطقة فتحت أبواب العمل والاستثمار لكل الأيدي العاملة.

كان أبو الاقتصاد المصري يعرف قدر التنمية الشاملة والقيم الاقتصادية المضافة للمنتجات الزراعية المصرية وخصوصا القطن الذي كانت محالجه ومصانعه قلاعا صناعية ضخمة منتشرة في كل ربوع مصر فكانت نهضة صناعية وحركة اقتصادية تمثلت في هجرة الكثير من اليونانيين الى مصر طلبا للعمل وإقراض بعض الدول الأوربية. لقد أنشأ سنة ١٩٣١ بنك التسليف الزراعي بمفهوم تنموي حقيقي يمد الفلاح بكل احتياجاته بأسعار معقولة ويشترى منه محاصيله بأسعار جيدة ما حقق طفرة تنموية عظيمة بحق.

رحم الله طلعت حرب باشا خلص أمته من سيطرة الأجانب على اقتصادها وفتح لأهله ومواطنيه أبواب العمل والإنجاز وجزاه عن وطنه ومواطنيه خيرا