أسباب المؤامرات الحادة ضد تركيا

من الواضح للعيان أن تركيا تقف إلى جانب الشعوب المظلومة في العديد من الدول حول العالم، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية أو الإغاثية أو التنموية، فهي على سبيل المثال أرسلت قواتها إلى عدد من دول العالم بهدف نصرة الشعوب هناك وسط صمت عالمي عن الظلم والاضطهاد.

وبدأت تركيا عهدا جديدا في تاريخها مع وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة، وعزمه على بناء تركيا كبيرة وجديدة وصاحبة صوت مسموع في العالم.

وتحاول تركيا بهذه الرؤية أن تخرج من هيمنة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن تثبيت قواعدها المتينة التي تقف في صف المظلومين ضد الظالمين، في كل من أفغانستان وسوريا والعراق والصومال وألبانيا والبوسنة والهرسك، وغيرها من الدول.

واستطرادا نشير إلى أن تركيا تحل بالمرتبة الخامسة بين الدول التي تمتلك قواعد عسكرية في إفريقيا، بعد اليابان والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا.

لنفصل أكثر، كيف تعمل تركيا بما تستطيع من أجل نصرة حلفائها والشعوب المظلومة.

تدخلت تركيا عسكريا في سوريا عام 2015 ضمن نطاق الدفاع المشروع عن النفس وحماية ملايين السوريين المظلومين، وحماية سوريا من خطر الإرهاب الذي بات يهدد حدودها وأمنها القومي.

وفي الصومال، لتركيا وجود عسكري كبير هدفه دعم الحليف الصومالي وبناء الجيش الصومالي وتعزيز الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي.

أما في ليبيا، فقد وقعت تركيا مع الحكومة الشرعية بروتوكولا في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، والآن ليبيا بفضل هذا التعاون مع الجانب التركي، أصبحت أكثر قوة في الميدان العسكري وعلى طاولة المفاوضات، وها هي ليبيا بدأت ببناء نواة جيشها القوي الجديد بدعم تركي واضح وعلني.

وفي أفغانستان، يوجد  الجيش التركي هناك في مهام غير عسكرية، بل لدعم الجهود الإنسانية والإغاثية والتنموية التي تخدم الشعب الأفغاني.

في قطر، توجد  تركيا عسكريا في نطاق اتفاقية علنية قانونية واضحة مع الجانب القطري، بل في نطاق التحالف الاستراتيجي بين تركيا وقطر، ورأينا كيف كان الوجود العسكري التركي هناك الأثر الإيجابي الكبير بمنع أي تدهور أمني في منطقة الخليج العربي.

وتركيا منذ عام 1974 تحمي حقوق الشعب القبرصي التركي في شمال قبرص وكذلك منطقة شرقي المتوسط حيث يوجد 40 ألف جندي تركي.

كما توجد  تركيا عسكريا في كوسوفو ولبنان وألبانيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، والعراق.

أما على الصعيد الإغاثي والتنموي، كانت تركيا أول دولة في العالم تقدم مساعدات إنسانية خارجية مقارنة بدخلها القومي، كما أنها أول دولة في العالم تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين في العالم، وتقدم لهم كل الخدمات الإنسانية المطلوبة.

من يجول اليوم في دول العالم سيجد البصمات الإنسانية التركية تكبر وتكثر يوما بعد يوم، خدمة للإنسان بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه وتوجهه، وهذا ما يزعج الكثير من الدول والجهات حول العالم.

ولا يريدون أن يكون لتركيا دور إيجابي في العالم، بل يريدون تركيا أن تكون مثلهم في مشاريعهم السوداء المضرة بالبشرية والإنسان.. ولكن لن تكون كذلك أبدا.

نعم، حين تساهم تركيا في إحلال السلام في الخارج، يسعى الأعداء إلى زعزعة استقرار تركيا الداخلي، مثلا عمليات تنظيم “غولن” ضد الحكومة بدأت عام 2013، إذ هاجم هذا التنظيم الغادر الذي تسلل إلى جميع مفاصل الحكومة بما في ذلك السياسة والممتلكات والقضاء والتمويل والجيش والأمن، الشعب التركي وسعى للانقلاب على الحكومة الشرعية في 15 يوليو/تموز 2016.

هذا التنظيم إلى جانب تنظيمات PKK و”داعش” الإرهابية سعت إلى تقسيم تركيا، وعندما فشلت في تحقيق أهدافها لجأت هي ومن خلفها للهجمات الاقتصادية منذ عام 2017، وسعت مع مموليها وداعميها إلى تأليب الرأي العام ضد الحكومة، ولكن مساعيهم تلك باءت بالفشل، فتركيا مستمرة في مسيرة التنمية الكبرى المبهرة التي يشهد لها العدو قبل الصديق.

الدول والجهات المنزعجة من هذا الدور التركي الإيجابي، الذي لم يقتل ولم يحرق المدن والقرى والشعوب، سعت جاهدة بكل الطرق والوسائل لإخضاع تركيا، لكنها فشلت فشلا ذريعا.

عندما فشلت تلك الدول والجهات  في ذلك، بدأوات  بحملات مقاطعة اقتصادية للمنتجات التركية، إضافة لدعمهم العلني للتنظيمات الإرهابية، وتلك الدول ما لها من رجاء في ذلك سوى خدمة كل ما يصب في خانة العداء للإسلام والمسلمين.

ليعلم أولئك الذين يهاجمون اقتصاد تركيا، أنه مهما كان حجم المؤامرات والمكائد، فلن تتخلى تركيا عن حق واحد من حقوقها، ولن تتخلى عن شبر واحد من أرضها، ولن تتخلى عن قطرة ماء واحدة من مياهها، ولن تتخلى عن متر مكعب واحد من غازها.

ونحن لن نتخلى كذلك عن تركيا الكبيرة، ولن نكون أبدا في صف الظالمين، بل على العكس سنكون دائما إلى جانب المظلومين وندافع عنهم في كل وقت ومكان ضد الظلمة.