صدقت ياسمين صبري..اللي يأخذه يأخذه!!

البرلمان المصري

فالسلطة في مصر ليس عليها سوى فرض القرارات؛ وإمنحها غطاء شرعي بإقرارات البرلمان عليها ولو بشكل صوري…

في لقاء تليفزيوني  لإحدى المذيعات أثناء مهرجان الجونه السينمائي الذي أقيم قبل عدة أيام بمدينة الجونة (محافظة البحر الأحمر) مع الفنانة المصرية ياسمين صبري، وبالمناسبة هي إحدى النجمات في عصرنا الحالي وزوجة أحد أهم رموز النظام الحالي أنه رجل الأعمال أحمد أبو هشيمه المرادف للمياردير أحمد عز إمبراطور الحديد والصلب في عهد الرئيس المعزول  حسني مبارك …
سألت المذيعة الفنانة عن رأيها في جائحة  كورونا التي تضرب العالم  وتوقعاتها لما سوف يحدث على آثره ؟
 فجاء رد الفنانة مقتضب؛  ولكنه كان في غاية الحكمة والوضوح ( اللي ياخده ياخده … واللي يكمل يكمل … والبقاء للأقوى ) .

 

 

ورغم بساطة الرد وما أثره من ردود فعل واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والشارع المصري ؛  ولكنه لا يخلو من الحكمة .

وقد لا أبالغ عندما أقول إنه يلخص بسهولة جوهر الحياة في مصر في وقتنا الحالي اللي ياخده ياخده … ربما تمثل هذه العبارة وجهة نظر شعب مصر بعضه لبعض …
فالكل يرى أن مايحدث حاليا هو من قبيل القدر والقسمة والنصيب؛  بدون أي قدرة على التدخل لمنعه أو احتوائه …
فمن يصاب بعدوى الفيروس القاتل يصاب قضاءا وقدرا؛ ولا راد للقضاء ولا للقدر ولا أحد  يستطيع أن يفعل ما يمنعه عنه أو يقلل من وطأته …
وكذلك من يخرج من بيته فيصاب أو يموت في حادث من حوادث السير فهو أيضا قضاء وقدر، ولن تمنع أي إحتياطات او تحذيرات من حدوثه …

والوضع نفسه لمن يتم القبض عليه وحبسه فلا أحد يستطيع الذود عنه حتى لو لم تكن هناك قضية ضده أو اتهام واضح المعالم يستوجب حبسه …

وتنطبق نفس المقولة على من يتعرض لظلم أو قمع او من صدر ضده قرار بإخلاء بيته او هدمه ..

 فالسلطة في مصر ليس عليها سوى فرض القرارات؛ وإمنحها غطاء شرعي بإقرارات البرلمان عليها ولو بشكل  صوري…

ففي النهاية اللي ياخده ياخده؛ أما إذا نظرنا لها من وجهة نظر السلطة الحالية فهم أيضا مع إن اللي ياخده ياخده …

 فلا قوانين حاكمة ولا عدالة قائمة ولا حتى مساواة في الظلم!!!

 فالسلطة في مصر ليس عليها سوى فرض القرارات؛ وإمنحها غطاء شرعيا بإقرارات البرلمان عليها ولو بشكل  صوري…
وذلك  لتدخل في حيز التنفيذ عن طريق سلطات أمنية؛  بدون أي مراعاة لفئات ضعيفة أو مهمشة أو لظروف أوبئة أو أحوال إقتصادية غير ملائمة

ولنا في ماتم إقراره من قانون للتصالح ولهدم المباني أكبر مثال … ففي النهاية اللي ياخده ياخده مادام بعيدا عن أساطين الحكومة وأذنابها اللي يكمل يكمل …
عبارة أخرى في منتهى العبقرية تشرح كيف استمرت الحياة في مصر رغم كل تلك المعاناة والعشوائية …
فمن يمتلك مؤهلات الاستمرار رغم كل تلك الظروف هو فقط من يستطيع استكمال حياته البرزخية في الوطن .
ومن لا يمتلك تلك المؤهلات سيسقط  و تدهسه الأقدام … وليس بالضرورة كليا أن تكون كل المؤهلات مادية أو مالية …
 فبعض المؤهلات قد تكون نفسية أو معنوية كالقدرة على الانفصال التام عن الواقع وغض البصر عما يحدث لمن حولك من ابتلاءات ومظالم والاستمرار في الحياة كأن لاشى يحدث …
وقد تكون هذه المؤهلات على هيئة نفوذ او سلطة قادرة على تكوين درع ولو مؤقت من سهام المصائب العشوائية التي تنهال من كل حدب وصوب …

 أما أهم المؤهلات على الإطلاق هو أن تكون أنت من يصوب تلك السهام العشوائية كان تكون صاحب القرارات أو أحد أدواتها فالتبة العالية التي ترمى منها السهام؛  هي خير ضمانة لك حتى حين البقاء للأقوى …

 في النهاية هناك  وجه الآخر وهو أن الهلاك والفناء للضعفاء كما كان يحدث في عصور ماقبل الحداثة؛  وقبل أن تقرر البشرية و أن نتعايش معا عن طريق دساتير حاكمة وقوانين نافذة وحكومات قوية وقادرة على حماية الجميع من ظلم الجميع

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها