12 سؤالا لبايدن أمام تركيا

جيل بايدن سيدة أمريكا الأولى التي تعشق التدريس

على بايدن أن يصحح أخطاء ترمب التي أفرغت الساحة الدولية أمام ارتكاب المجازر، والدمار خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهناك ١٢ خطوة تتضمنها الملفات المشتركة

في حال تسلم جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، هل ستعود العلاقات التركية الأمريكية لقوتها ؟
فبكل تأكيد أن الإدارة الأمريكية مهما كان لون إدارتها، تدرك أهمية تركيا كدولة محورية وحليف جيوسياسي و إقليمي لا غنى عنه.

وكذلك يجب ألا ننسى أن تركيا حافظت ومنذ بداية القرن الـ21 على الحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والناتو يدرك تماما أنها تمتلك ثاني أكبر جيش في بنية الحلف.
وعلى الرغم من وجود بعض التوترات التي شابت العلاقة بين البلدين على خلفية دعم أمريكا لتنظيم PYD/YPG الإرهابي واحتضانها لتنظيم (غولن)،  وكذلك قضية المقاتلات F-35.
إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة أن الولايات المتحدة بحاجة لحليفها التركي سواء كانت إداراتها من الجمهوريين أو من الديمقراطيين.

 

ووهذا ما أدركه الرئيس السابق باراك أوباما ،حتي جاء عهد الرئيس دونالد ترامب الذي قدم دعما غير مشروط عهد لتنظيم YPG/PKK في سوريا،  وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، كما قام بفرض عقوبات مالية على تركيا ومنع ثلاثة وزراء من دخول أمريكا، وتجميد أموالهم.

ومع ذلك تدرك أمريكا أنه ليس من السهل عليها الاستغناء عنها في الشرق الأوسط .
وعليه فإن الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن عليها الانسجام مع مصالح تركيا وسياساتها الوطنية و طرح العديد من الملفات العربية والعالمية على مائدة المشاورات المشتركة.
فتركيا حريصة على علاقاتها مع أمريكا ولكن على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، لا على قاعدة التبعية وتلقي الأوامر.

هذا بجانب أن الخلافات الأمريكية  مع كل من إيران وروسيا تتدفع واشنطن على عدم إغضاب أنقرة أو تجاوز مصالحها الاستراتيجية.

 

على بايدن أن يصحح أخطاء ترامب التي أفرغت الساحة الدولية أمام ارتكاب المجازر،  والدمار خاصة في منطقة الشرق الأوسط،

لذلك فعلى بايدن أن يصحح أخطاء ترمب التي أفرغت الساحة الدولية أمام ارتكاب المجازر،  والدمار خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهناك ١٢ خطوة تتضمنها الملفات المشتركة وهي:

1ـ في سوريا، على رئيس الولايات المتحدة الجديد أن يوقف فورا تقديم الدعم السري والعلني لتنظيمات PYD/YPG/PKK الإرهابية، وأن يعمل مع تركيا على وقف الهجرة وحل مشاكل ملايين اللاجئين.
2ـ في العراق، تحتاج الولايات المتحدة إلى وقف سياساتها التي تؤجج الصراعات السنية الشيعية هناك، وإيجاد حل عادل ودائم لها، وكذلك تقديم الدعم لإيقاف اضطهاد السنّة.
3ـ في ليبيا، يتعين على الرئيس الأمريكي الجديدة،  إيقاف الدعم لتنظيم ومليشيات خليفة حفتر الإرهابية، ودعم الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وكذلك إرسال مساعدات إنسانية بشكل عاجل إلى ليبيا.
4ـ في مصر، على الولايات المتحدة أن توقف تقديم الدعم إلى النظام المغتصب للسلطة والذي استلم مقاليد الحكم عن طريق الانقلاب بدعم من دول أجنبية، وكذلك عليها أن تعمل على إعادة إحياء مفهوم حقوق الإنسان في مصر.
5ـ في “إسرائيل” لا يجب على الولايات المتحدة أن تغضّ الطرف عما تفعله “إسرائيل” في المنطقة، وخاصة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم المضطهد.
6ـ في السعودية، رفع الغطاء عن قتلة الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل بوحشية في قنصلية السعودية في إسطنبول.
7ـ في اليمن، على الولايات المتحدة أن تخرج السعودية والإمارات  من اليمن، حيث تسببوا بمجازر ومجاعات يندى لها الجبين بحق الشعب اليمني، وأن تقوم بحل مشاكل الشعب اليمني عن طريق تغليب سياسة الحل والحوار.
8ـ أما في أذربيجان، فعلى الإدارة الأمريكية الجديدة أن تقف إلى جانب أصحاب الأرض في إقليم “كارباخ” الذي تحتله أرمينيا، وعلى واشنطن أن تعمل على انسحاب أرميني كامل من كل الأراضي الأذرية المحتلة.

يحتاج الرئيس الجديد للولايات المتحدة للقيام بهذه الأمور من أجل عالم يسوده السلام والعدل.. وإلا فلا معنى لتغيير الرئيس في الولايات المتحدة في حين أن النهج المتبع كسلفه

9ـ وفي الصين وميانمار، فعلى الرئيس الجديد أن يعارض ويمنع اضطهاد المسلمين في هذين البلدين؛  وأن يقف إلى جانب الشعوب ويدافع عن حقوقها.
10ـ وفي اليونان المدللة، يجب أن يقال لها كفى، وأن يقف رئيس الولايات المتحدة مع المطالب المحقة القانونية للدول شرقي المتوسط، وأن يتعامل مع هذا الملف بحيادية ووفق القوانين الدولية، بعديا عن أي اعتبارات أخرى، وإلا فإنه سيزيد التوتر هناك بما لا يخدم مصالح أحد ولا حتى أمريكا.
11ـ وكذلك على الرئيس الجديد أن يرى المعاملة العنصرية التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا وبعض الدول الأوربية الأخرى، وأن يقف بوجه ازدراء الدين الإسلامي ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يطبق سياسة إنسانية سلمية قائمة على مبدأ الاحترام لكل الأديان ورموزها.
12ـ وفي نقطة أخيرة يعد تسليم زعيم تنظيم ”غولن”  المقيم في أمريكا والذي يعد بادرة حسنة لفتح صفحة من التعاون مع تركيا ،فهذا التنظيم المسؤول عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016، وهذا التسليم سيؤدي لمحاكمة عادلة لهذا الشخص الذي قاد انقلاب على القيادة الشرعية للبلاد.
يحتاج الرئيس الجديد للولايات المتحدة للقيام بهذه الأمور من أجل عالم يسوده السلام والعدل.. وإلا فلا معنى لتغيير الرئيس في الولايات المتحدة في حين أن النهج المتبع كسلفه .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها