عويس الراوى!

عويس الراوي الذي قتلته الشرطة المصرية في الأقصر

أزمة شرطتنا أنها تقلب القاعدة وتبحث عن ثمارها فلا تجد إلا علقماً مراً ؟ إنها تعرف القاتل وقد يكون بين يديها – كما حدث مع عويس – ولكنها تبحث عنه بعيداً وبالتالي فهي لن تجده .

حديثنا اليوم عن شهيد العوامية والأقصر وشهيد مصر عويس الراوي . الرجل البسيط الأصيل المتعلق بموطنه وأهله وأعراف الشهامة والرجولة وتمسكه بها؛ حتي التضحية بنفسه دفاعا عن كرامة شقيقه وأبيه؛  في مواجهة ظلم الشرطة وطغيان الضباط وجبروتهم تجاه المواطن البسيط ؛ فكان جزاءه أن يطلق الضابط النار عليه ليرديه قتيلا .

  إن بعض ضباط الشرطة يرون المواطن بلا قيمة وكأنه عبد عندهم، فإما أن يطيع أوامرهم وإن كانت مجافيه للمنطق والمعقول، وإما أن يقتل لو خالفها.
 منطق عجيب لا تقبله الكرامة ولا الشهامة التي يعيش بها عويس وأقرانه من أبناء مصر الطيبين الشرفاء فهو حين دافع عن أبيه الكبير المسن أو أن يقبض علي شقيقه بديلا عن رجل آخر تبحث عنه الشرطة فلم تجده ، ما ذنب عويس الذي ارتكبه فيستحق القتل .؟!
هل يصح في العرف الذي يحترمه عويس أو في القانون الذي يعرفه الضابط ويجب عليه احترامه، استبدال متهم ببريء يعرضه لصنوف متعدده من العقاب ؟!

شهدا انتهاكات الشرطة المصرية

هذا ما حاول عويس أن يدافع عنه حين قال للضابط أخي غير مطلوب فلماذا تقبض عليه ؟
لأنه يعلم أن أخيه بغير ذنب سيتعرض لألوان عديدة من الايذاء تمارسه الشرطة في مراكزها علي المواطنين الشرفاء البسطاء؛ ولكن الضابط أصر  القبض على البرئ ليُتهم .
 وليؤكد حقيقة أن من يخالفهم في باطلهم يستحق القتل وهو ما فعله الضابط.
أربع رصاصات أطلقها من مسدسه على رأس عويس سلبته حياته؛  ويتمت أربعة أطفال ورملت أمهم وأشعلت في قلب أم عويس وأبيه وأخوته نارا لا تنطفئ .
واجب الشرطة أن تبحث عن المتهم لتحقق العدل الذي يحقق الأمن وهو مهمتها، أما أن تقبض الشرطة علي برئ لتلصق به تهمة وتعاقبه علي فعل لم يرتكبه فهذا لن يحقق عدلا ولا أمنا ولا استقرارا في المجتمع .
أزمة شرطتنا أنها تقلب القاعدة وتبحث عن ثمارها فلا تجد الا علقماً مراً ؟ إنها تعرف القاتل وقد يكون بين يديها – كما حدث مع عويس – ولكنها تبحث عنه بعيداً وبالتالي فهي لن تجده.

   أزمة شرطتنا أنها تقلب القاعدة وتبحث عن ثمارها فلا تجد إلا علقماً مراً ؟ إنها تعرف القاتل وقد يكون بين يديها – كما حدث مع عويس – ولكنها تبحث عنه بعيداً وبالتالي فهي لن تجده

وتمتلئ السجون بالأبرياء ويتسرب القتلة إلي المجتمع فيمتلئ بكل ما ندر من غرائب الوقائع وشذوذ الحوادث وتدفع بآثارها المدمرة على النسيج الاجتماعي للوطن وقد يكونون هم أول ضحاياه.
ماذا فعل رئيس الضابط حين عاد اليه الضابط قاتلاً متلبساً والشهود عليه معه ؟ هل تحرك ضميره لينصف المظلوم المقتول الغارق في دمه بلا ذنب من الضابط الذي خالف القانون وضميره وإنسانيته وقتل بريئاً لشهامته رغم أن شهامة الرجل وحرصه علي أبيه أو أخيه لم تمس الضابط بشي ؟
وماذا فعل رئيس رئيسه وهيئة النيابة كلها حين علمت بالذي جرى فعلاً؟ هل احترموا القانون والدولة ودعموا كيانها؟ للاسف لا.. بعيدا عن الحقيقة والمعقول لقد أدانوا عويس ووضعوا بجوار جثته بندقية تدينه.!
بأيديهم وأمام الناس الذين وثقوا الجريمة ونشروها على الملأ؛  أى عقل يطيق هذا الذى يحدث فى مصر و تتعجبون من رفضهم وثورتهم؟.

لقد ظلمتم عويس وأمثاله كثيراً حين طمستم الحقيقة و أطلقتم القاتل بلا عقاب و حجزتم جثتة  لغير سبب وعاقبة الظلم وخيمه وانتقام الله من الطغاة يأتي فجأة فيعصف بكل شئ هل اكتفوا بهذا لقد واصلوا السقوط والصفاقة.. فبينما أبناء عويس اليتامي وأمهم الثكلي وأم عويس وأبيه وأخوته وأهله وكل العوامية يسيرون في جنازة عويس.

 تمتلئ السجون بالأبرياء ويتسرب القتلة إلي المجتمع فيمتلئ بكل ما ندر من غرائب الوقائع وشذوذ الحوادث وتدفع بآثارها المدمرة على النسيج الاجتماعي للوطن

وللجنازة ما لها من التقدير ديناً وعرفاً فهل يليق بالشرطة أن تلاحق الجنازة وحضورها رجالاً ونساءاً بطلقات الخرطوش والغاز المسيل للدموع ، هل يليق هذا بالشرطة وأين قادتها ؟! ألا ترون أن أفعالكم هذا سقطات لا تغتفر.
وهدم شديد وعاجل للدولة وكيانها السيسي الذى يتحدث عن الدولة كثيرا هو أول من يهدمها حين وعد الضباط بعد انقلابه بعدم المحاسبة على اخطاءهم وهذه هى النتيجة ضابط يقتل بدون سبب ونيابة تسقط دورها ولا تكتفي بعدم محاكمة القاتل بل وتتهم القتيل.. فى أى مجتمع نحن نعيش؟!
أنكم تجلبون غضب الله على أنفسكم وعلى الجميع ألم يكفكم دعاء المظلومين عليكم وعين الله تراكم وهو المنتقم الجبار ولا يغفل ولا ينام .

إن شهامة عويس لم تمت ولن تموت ولكنها باقية حيه في الضمائر والقلوب تملؤها غضبا وثورة على الظلم والظالمين وعلى فسادكم وبؤس إدارتكم وشهادة جهاد لعويس عند الله ثوابها الجنة وتبقي خسة القاتل عاراً عليه وعلي كل من تستر علي جريمته التى لن تسقط أبداً.
لن يقبل شعب الأقصر وقراه وشعبنا هذا السلوك المشين والمهين ،و سيوقد فى القلوب ثورة الحرية والكرامة لشعبنا العظيم تقتلع باطلكم وتهدم دولة الظلم على رؤوس الظالمين وتحرر مصر ممن تعدوا على كرامة شعبها وارادته انقلابا على ثورة ٢٥يناير ٢٠١١.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها