كورونا.. مقارنة صادمة بالإنفلونزا

يجب زيارة  طبيب متخصص في طب السفر قبل أسبوعين من الرحلة  سواء كان الشخص يعاني من مرض ما أومعافى

يموت نحو ٥٦ ألف شخص سنويا بسبب الأنفلونزا، وفقا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها وهومؤسسة وطنية أمريكية.

تجتاح العالم حالة من الهلع خوفا من فيروس كورونا، هذا الهلع أفسد ويفسد 
خططا كثيرة للسفر من أفراد وعائلات تخطط للسياحة ورجال أعمال وأطباء وتجار
من كل البلاد. 
وبالفعل علقت عديد من الدول السفر في رحلات مباشرة إلى الصين، قد يزداد عدد 
الدول التي ستتخذ نفس الإجراء.
ولكن يبقى السفر ضرورة لكثيرين سواء للصين أو للدول المجاورة لها أو حتى إلى دول في أوربا وأمريكا انتقل إليها فيروس كورونا.
أولا: أدعوكم أهلي وأصدقائي القراء إلى الإبقاء على الحذر على أنفسكم وعلى أولادكم واتخاذ إجراءات السلامة كافة، ولكن أدعوكم كذلك لعدم القلق الشديد؛ فهناك بعض الشواهد والمعلومات التي تبعث على عدم المبالغة في القلق لوعلمتها. 
منها مثلا أن هناك نحو ٥٦ ألف شخص يموتون سنويا بسبب الأنفلونزا وفقا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها وهو مؤسسة وطنية أمريكية. 
وهذا يشير إلى أن هناك من يموتون بسبب أنواع الأنفلونزا المختلفة فمن الطبيعي أن يموت البعض بسبب كورونا خاصة في كبار السن والأطفال قليلي المناعة. 

كذلك يجب أن تعلم أن أكثر أسباب الوفيات خلال السفر هي الأمراض القلبية الوعائية وتشكل 50إلى 70% ويأتى بعدهاالحوادث بمختلف أشكالها ثم يأتي بعدها الأمراض المعدية وهي تشكل حوالي 2 – 4% من أسباب الوفيات.
أما لو علمتم أعزائي أن الأرباح التي تحققت من مبيعات عقار التاميفلو المضاد لأنفلونزا الخنازير قد تجاوزت ٣٦ ملياردولار في ٢٠١٦ حسب بيانات شركة Roche السويسرية المصنعة للعقار.
لو علمت ذلك قد تهدأ عندما يخرج عقار جديد إلى النور يحقق مكاسب مليارية جديدة مايعزز نظرية موجودة عن استغلال هذه الأحداث من خلال الدعاية المفزعة لتحقيق ثروات.
وعلى كل حال نترك التشكيك والإثبات لأهل العلم ونتحدث هنا عما يمكن أن نفعله للحد من خطورة كورونا وغيره من الفيروسات في حال السفر. 

هل هناك فرع من تخصصات الطب يسمى طب السفر ؟ 

نعم بالفعل يوجد هذا التخصص الحديث والذي نشأ منذ نحو عشرين عاما، فطب السفر تخصص معني بصحة المسافر قبل وأثناء وبعد العودة من السفر ويشمل اختصاصات عديدة، 
ويشمل أيضا خطة للمسافر يتم فيها التعرف على حالته الصحية والأمراض المزمنة التي يعانيها وأي دولة يسافر إليها فكل دولة تخضع لنطاق يشمل منطقتها الجغرافية ويحدد المخاطر الصحية فيها والأمراض المعدية
المحتملة. 
ويتم التعامل مع المسافرتقائيا بالتطعيمات المناسبة والأدوية الوقائية التي يحتاجها كل مسافر حسب حالته وحسب وجهته. 
 فمثلا يعتبر تناول لقاح التهاب السحائي إلزامي قبل الدخول للمملكة العربية السعودية لأداء الحج والعمرة وينصح الأطباء بتناول تطعيم الأنفلونزا والتهاب الكبد أ وب التيفويد.
وخلال رحلتي مع الصحافة الطبية ولقاءاتي العديدة في برنامج مع الحكيم مع الأطباء في جميع التخصصات، حدث بالفعل إني التقيت مع طبيب عربي متخصص في طب السفر وهذا أمر نادر في البلاد العربية وهو دكتور أحمد عجاج أخصائي طب السفر والذي كان مشرفا طبيا على الرحالة القطري خالد الجابر الذي طاف العالم بدراجته النارية و زار بلادا في جميع القارات منها مناطق تنتشر فيها الأمراض المعدية ولكن رحلته مرت بسلام بسبب الاحتياطات التي اتبعهامع طبيب السفر. 
وقد أفصح د عجاج عن معلومات مهمة جدا وضرورية جدا لسلامة المسافرين. 
ووفقا لنصيحة د عجاج والتي يجب الإنصات جيدا لها في الوقت الحالي وفي ظل الخوف من كورونا 
فإنه يجب زيارة طبيب متخصص في طب السفر قبل أسبوعين من الرحلة سواء كان الشخص يعاني من مرض ما أومعافى خاصة أن فعالية بعض التطعيمات تبدأ بعد أسبوعين 

وبالنسبة لكبار السن فإنهم يحتاجون لتطعيمات إضافية بسبب ضعف المناعة لديهم فضلا عن الأدوية الوقائية.
ويعد لقاح التيتانوس هو تطعيم أساسي عند السفر لأى بلد  لحماية الجروح من العدوى.وعلى كل حال إذا كنت مسافرا، 

فتدبر أمرك  وتوكل على الله بعد أن تراجع طبيبا متخصصا وخذ حذرك ولا تخاطر أبدا ولا تقلق أيضا  ولكن لا تستهين فحياتك وصحتك أهم ما لديك، وسلمكم الله من كل شر .

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها