هل تصلح أنقرة ما أفسدته القاهرة وأبو ظبي في ليبيا

البرلمان التركي
البرلمان التركي

مواقف الأتراك من تدخل حكومتهم تكشفت في جلسة البرلمان التي انعقدت استثنائيا خلال عطلته الجلسة كانت تقييما لسياسة تركيا. 

 لم يكد يجف حبر اتفاقية التعاون التركية الليبية التي تم توقيعها في قصر دولما بهجة التاريخي حتى انطلقت التكهنات حول طبيعة التعاون القادم بين حكومة الوفاق برئاسة السراج والجمهورية التركية، ولكن اتفاقية ترسيم الحدود تبعها اتفاقية أمنية، وبعدها جرى التصديق على اتفاقية أمنية في البرلمان التركي تخول وزارة الدفاع المشاركة بقوات على الأرض في ليبيا.   

الداخل التركي

مواقف الأتراك من تدخل حكومتهم تكشفت في جلسة البرلمان التي انعقدت استثنائيا خلال عطلته الجلسة، وكانت تقييما لسياسة تركيا. 
منذ بداية الربيع العربي أبدى نواب المعارضة تخوفهم من خسارة تركيا حليفا آخر بعد خسارتها لعلاقتها مع مصر ومع النظام السوري.
تخوف آخر طرحه نواب المعارضة يتمثل في فقدان جنود أتراك خلال المعارك المحتملة في ليبيا، لكن نواب العدالة والتنمية الحاكم، ونواب الأحزاب المتحالفة معه ردوا على هذه التخوفات فكان أن وافق البرلمان على الاتفاقية الأمنية.

نبع سلام في ليبيا

خلال عملية تركيا الأخيرة في سوريا والتي أسمتها “نبع السلام”، ارتفع الضجيج الإعلامي التركي الذي نقل صور المدرعات التركية وهي تتجه نحول الحدود قبل العملية بأسابيع 
ولكن بعد انطلاق العملية بأيام قليلة ما لبثت تركيا أن تفاوضت مع أمريكا ثم روسيا لتحقيق مطلبها المعلن وهو “انسحاب المسلحين الأكراد “بعيدا عن حدودها، وهو ما تحقق في النهاية بصورة ما.  
وعليه وبالقياس ربما تبين للمتابعين أن خطوات تركيا العسكرية في ليبيا أبطأ كثيرا من خطواتها الدبلوماسية.  
تركيا على مستوى وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية أجرت مباحثات مع كل الأطراف الفاعلة في الملف الليبي باستثناء القاهرة وأبو ظبي. 

الجوار الليبي 

منذ اليوم الأول بدا واضحا الأهمية التي توليها أنقرة للمغرب والجزائر وتونس، وهي ما تعرف بدول الجوار الليبيي، فالعواصم الثلاثة يهمها استقرار الوضع في طرابلس. 
وهي وإن كانت لا تظهر دعمها لطرف على حساب آخر إلا أن ساستها يتعاملون مع حكومة الوفاق ويعترفون بها حكومة شرعية. 
تحريك هذه الدول دبلوماسيا على الأقل كانت الخطوة الأولى في تحركات أنقرة من خلال الزيارات التي قام بها مسؤولوها والاستقبالات التي استقبلوها خلال الأيام الماضية. 

ماذا تريد أنقرة؟ 

من الواضح أن المسؤولين الأتراك ليسوا متحمسين للقتال في ليبيا كخيار أول لحل الأزمة، فهدفهم المعلن على الأقل هو وقف الهجوم على العاصمة الليبية، وقد نجحوا في السير خطوات نحو هذا الهدف، خاصة بعد الاتفاق التركي-الروسي والذي رحبت به كل الأطراف بما فيها مصر. 

هذه الهجوم يتوقع أن ينتهي مع الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار، أو ستضطر أنقرة للتدخل العسكري المباشر لكن وقتها ستكون قد رفعت من فوق حفتر وقواته ورقة التوت الأخيرة. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها