ما بعد استقالة بوتفليقة؟

هل استقالة أم إقالة؟ نظرا لكون الرجل في وضع صحي لا يحسد عليه؛ لكن المهم استقال تحت وطأة الحشود الشعبية والحراك الجزائري الكبير بكل المقاييس.

بكل المقاييس فإن الجزائر بعد بوتفليقة بخير بإذن الله، إذ تمثل استقالته نقطة في بحر مطالب الشعب الجزائري، هي محطة أولى من محطات التغيير تعد نصرا كبيرا للجماهير التي خرجت للشارع.

لكن المتمعن في المشهد الجزائري يكتشف أن مطالب الحراك محاسبة الفاسدين وليس مجرد إقالتهم أو تغييرهم فقط.

إن مرحلة ما بعد استقالة بوتفليقة تتطلب الحيطة والحذر على شتى المستويات وفي كل الاتجاهات، ونحن على ثقة كبيرة في الشعب الجزائري؛ لكن الطامعين في الجزائر وثرواته كثر عرب وغرب.
إن طبيعة الجزائر الاجتماعية والسياسية والثقافية لا يمكن مقارنتها بغيرها من البلدان، لذلك فإن الحراك جاء استثناء سلميا وراقيا بشهادة العالم.

هذا الأخير الذي وقف مصدوما ولم يتحرك ولم ينطق ببنت شفة لأنه يعلم جيدا أن للجزائر ثقلا كبيرا في المنطقة وعلى الصعيد العربي والدولي.

الجزائر بعد بوتفليقة ستكون حرة وديمقراطية حرة -إن شاء الله- في ثرواتها وحرة في بنائها الديمقراطي ولا مكان للأطراف الاستئصالية في الجزائر الموالية للغرب وللإمارات والسعودية.

رغم تشنج الوضع في ليبيا أو ما يسمى بالحسم العسكري والذي يهدد الأمن في المنطقة وخاصة أن الحدود الجزائرية مع ليبيا كبيرة جدا، وهو ما يجعل المشهد رهيب ومخيف. ولقرأة وتحليل المشهد لابد من الأخذ في الاعتبار العديد والكثير من النقاط أو المحاذير:

أولا: تموقع الجزائر جغرافيا وطبيعتها الوعرة والمتنوعة والمختلفة عن باقي الدول.

ثانيا: تموقع الجزائر الجيوسياسي والتي تعد من الدول الغنية والمؤثرة على مختلف القرارات العربية والدولية مما جعل لها ثقلا دوليا محترما.

ثالثا: وهو مهم أيضا طبيعة شخصية الجزائري وتربيته الاجتماعية مختلفة عن أي مواطن عربي آخر فهو قوي لا ينكسر بسهولة.

لذلك يستحيل ولا يستقيم مقارنة حراك الجزائر بغيره.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها