من الرئيس القادم لمصر؟

كنا سنسلم الوطن لرئيس جديد لا ينقصه أكثر من ثلاث آلاف قتيل ومئات الآلاف من المعتقلين والمطاردين، كنا سنسلمه مصرنا الحبيبة كاملة لا ينقصها شريان حياته نهر النيل، أو ينقصها حبة رمل.

تستعد مصر للانتخابات الرئاسية الثانية في تاريخها الحديث والقديم، ويستعد كل جموع الشعب في تحديد مصيرهم، وبدأت الأرجاء في كل مكان تمتلئ بالنقاشات على الرئيس القادم. وبدلا من أن تكون المواصلات مجرد وسيلة للنقل، أصبحت مكانا للدعاية والنقاش، وكذلك المقاهي وكل مكان في المحروسة، ينتظر رئيس مصر القادم. وبدأ كل مرشح في عرض برنامجه الانتخابي في جو من الديمقراطية غير المسبوقة من قبل على الشارع المصري. وظهر أنصار كل مرشح بحوارات وعرض لبرنامج مرشحهم ودعاية موسعة في كل مكان. ولكن يبقى السؤال هل يجدد الشعب الثقة في الدكتور محمد مرسي أم يختار رئيسا آخر؟!

كم كنت أتمنى أن تكون تلك الكلمات حقيقة.

ولكن للأسف الشديد هي من وحي خيال كاتب عاش في ظلال انتخابات 2012 كانت ستكون حقيقة لو لم يتم الانقلاب على ثورة يناير وعلى أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، لكان يفصلنا أيام قليلة على تغير هذا الرئيس عن طريق الصندوق كما جاء أو نجدد له ولكن عن طريق الانتخاب الحر النزيه.

كنا سنسلم الوطن لرئيس جديد لا ينقصه أكثر من ثلاث آلاف قتيل ومئات الآلاف من المعتقلين والمطاردين، كنا سنسلمه مصرنا الحبيبة كاملة لا ينقصها شريان حياته نهر النيل، أو ينقصها حبة رمل واحدة ضحى من أجلها أبناؤها المخلصون. كنا سنسلمها له بجزيرتي تيران وصنافير، كان سيتسلم مصرنا بدون ديون داخلية وخارجية تخطت 3 تريليون و22 مليار جنيه ودون أن نخرج من التصنيف العالمي للتعليم ودون أن يقتل 18 صحفيا ولا يتم اعتقال مئتين لا يزال 91 منهم قيد الاعتقال، إضافة إلى حالات اختفاء قسري التي وصلت الآلاف، وتصفيات جسدية وصلت إلى 318 ودون أن يتم اعتقال 555 امرأة مازال 33 منهم قيد الاعتقال ودون أن تتراجع السياحة 10 مليارات دولار عن عهد د. مرسي وحالات قتل بسبب الإهمال الطبي داخل السجون وصلت 491 وقتل بالتعذيب 43 حالة وأحكام إعدام وصلت 855 تم تنفيذ 29 منها.

كنا سنعيش جوا من الديمقراطية الحقيقية وكنا سنصبح في حيرة من أمرنا من الرئيس القادم، كما عنونت مقالي بدلا من المرشح الأوحد والبنرات والدعاية التي كلفت صاحبها مكالمة تليفون من المقرات الأمنية فانتشرت الصور في شتي ربوع مصر رغما عنهم سبقه توكيلات بالتهديد الوظيفي وسيكون  الانتخاب بالترهيب والوعيد كل هذا تحت “ديمقراطية العسكر” المزعومة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها