هل تشابه علم السعودية بعلم داعش شكلاً وعملاً!!

     
لم تكن الراية أو العَلم الوطني لأي دولة أو كيان الا انعكاسا لرسالة وقيم من رفع هذا العلم ليتميز به عن غيره..
سواء كانت الراية دينية أو قومية أو فكرية ، تميز حاملها وتعبر عن تاريخه وحاضره ولكن اثبتت الأيام أنه ليس بالشعارات تبني الأوطان ولا بالرايات يحيا الإنسان .
في المنطقة العربية أنظمة وكيانات كثيرة حملت أعلاما ورايات مقدسة تحمل اسم  الجلالة صريحا مقدساً الله .
بل بلغ الأمر تحريم تنكيس العلم أو لف جثمان الموتي فيه أو أن يلامس الماء أو الأرض لقدسيته كما في المادة 13 من نظام العلم السعودي ، والذي ينص نشيدها الوطني علي عبارة عاش الملك ..  للعلم والوطن ..

وليست السعودية وحدها من تنتهج تقديس علمها  .. 

فحزب الله في لبنان مثلا ذهب الي سوريا رافعا العلم المقدس يرفرف عليه اسم الله يغرس في جنوده أنهم لا يمثلون مجرد حزب لله في الأرض بل هم جنوده وصفوته . 
إيران الدولة الكبري يتزين علمها المرفوع في العراق وسوريا  كدولة محتلة بعبارة الله تحيطة عبارات الله أكبر  ..
وبذكر إيران يجلب لك التاريخ القريب ما فعله صدام حسين عندما ذهب لغزو الكويت عام 1990 وكان العلم العراقي ولا يزال يحمل أيضا عبارة الله أكبر ..
 وفي اليمن المفارقات فمليشيا أنصار الله الحوثي الذين انقلبوا علي الحكم هناك بعلم يحمل اسم الله تحاربهم قوات التحالف السعودي الإماراتي بعلم السعودية وبراية التوحيد متزينة باسم الله واسم نبيه صلي الله عليه وسلم ..
فيما يقتل الأطفال باسم هذه الرايات ..
وفي سوريا وحدها أكثر من أربعين منظمة ودولة كلها ترفع أعلاما شعارها الله والدين .
من فيلق بدر الشيعي الي تنظيم الدولة الإسلامية( داعش ) الي التنظيمات الجهادية وكلها لا تخلوا من اسم الله . 
كل هؤلاء ظنوا أن الشعار يعطي لتلك القماشة قيمة مطلقة وحصانة مفتوحة  وقدسية للأفعال ..
قتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية تحت راية التوحيد الخضراء كما قتلت داعش الأطفال والنساء تحت نفس الراية لكنها كانت سوداء ..
ظن السعوديون أنه بالعلم تكون القدسية والحصانة والحكم والمكانة وما رأوا أن داعش بعلمها الذي يحمل الراية المحمدية والخاتم الشريف وراية التوحيد مجتمعة في علم واحد منبوذون من المسلمين وغير المسلمين ولا يخاف الناس هذا العلم ولايعطون له قدسية على ما فيه من شعارات !  

ببساطة  “الممارسات هي وحدها التي ترسخ الإنطباعات” 

في التاريخ قصص كثيرة عن شعارات زائفة غارت بلا رجعة وراحت مع نبل معانيها لأن القائمين عليها لطخوها بالفعل والقول  ..
دول كثيرة رفعت أعلاماً  مقدسة في التاريخ الإسلامي وراحت الي مزابل التاريخ كمن رفعوا الصليب واحتلوا القدس باسمه ودنسوا  كل مقدس ..
كما هو الحال اليوم  لمن يرفعون في فلسطين المحتلة علما يتزين بنجمة النبي داود ويسمون دولتهم باسم النبي اسرائيل (يعقوب) وهو بريء من جرائمهم براءة الذئب من دم ابنه ، لأنهم بلا جدال قتلة للأطفال ومجرمو حروب و احتلال ..
وقديما قالوا تحت السواهي دواهي .. واليوم نري تحت الأعلام إجرام . 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها