وطن من الأنوار

 

خَـلَـتِ المَحَامِدُ والمَكَارِمُ مِنكُمُ
 

***

يَا قَومُ واسْتَأْثَرتُمُ بِالعَارِ
 

لا عَهْدَ رَاعَيْتُمْ ولا دِينًا ولَا
 

***

إِرْثَ القَبَائِلِ أوْ جِوَارَ الدَّارِ
 

إِنِّي ائْتَمَنْتُكُمُ عَلَى رُوحِي ويَا
 

***

بِئْسَ ائْتِمَانِ الخَائِنِ الغَدَّارِ
 

فَأَبَحْتُمُ قَتْلِي هُنَالِكَ غِيلَةً
 

***

وخِيَانَةً يَا عُصْبَةَ الأَشْرَارِ
 

وأَرَدْتُمُ مَحْوِيِ وَدَفْنَ قَضِيَّتِي
 

***

سِرًّا فَصَارَت غَايَةَ الأَخْبَارِ
 

لَا تَحَسَبُوا قَتْلِي نِهَايةَ قِصَّتِي
 

***

بَعْضُ البِدَايَةِ مِنْ دَمِ الأِحْرَارِ
 

هَذِي مَقَالَتِيَ الأَخِيرَةُ صِغْتُهَا
 

***

جَسَدِي الصّحيِفَةُ والدِّمَا أَحْبَارِي
 

فِيهَا يَذُوبُ القَلْبُ يَحْرِقُهُ الأَسَى
 

***

قَبْلَ الأَسِيدِ، وَمَا بِهِ مِنْ نَارِ
 

فِي كُلِّ سَطْرٍ صُورَةٌ وَحِكَايَةٌ
 

***

فِيهَا صَدَى الأَحْمَاضِ والمِنْشَارِ
 

تَتَنَاثَرُ الأَشْلَاءُ فِي فَقَرَاتِها
 

***

فِيهَا اخْتِنَاقُ المَوْتِ بِالأَفْكَارِ
 

والرُّوحُ فِيهَا لَمْ تَزَلْ وَثَّابَةً
 

***

تَرْنُو إلَى وَطَنٍ مِنَ الأَنْوَارِ
 

وَطَنٍ عَلَى أَبْنَائِه يَحْنُو وَلَا
 

***

يَئِدُ الرِّجَالَ وَخِيرَةَ الأَبْرَارِ
 

ضَاقَتْ عَلَى أَبْنَائِهَا وَتَوحَّشَتْ
 

***

أَوْطَانُنَا بالخَوفِ والإجْبَارِ
 

بَخِلَتْ عَلَيْنَا بِالحَيَاةِ كَرِيمَةً
 

***

أَلْقَتْ بِنَا فِي غَيْهَبِ الإنْكَارِ
 

وَاليَوْمَ تَبْخَلُ بالتُّرابِ يَضُمُّنَا
 

***

وتَظُنُّ أنَّ المُلْكَ لَيْسَ عَوَارِي
 

فَاسْتَبْشِرُوا بالمَوْتِ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
 

***

يَوْمًا أمَامَ الوَاحِدِ القَهَّارِ
 

أحْلامُنا شَمْسٌ فَيَا أوْطَانَنَا
 

***

أَوَمَا سَئِمتِ عَتْمةَ الإبْصَارِ
 

فالفَجْرُ مَرْفُوعٌ بِكُلِّ مَدِينَةٍ
 

***

واللّيْلُ مَطْرُودٌ بِألْفِ نهَارِ
 

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها