الزواج والفيس

فيسبوك تحذف ملايين المنشورات عن إساءة الأطفال

أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي أحد أهم الوسائل للتعرف على الآخرين، والاطلاع على أفكارهم وآرائهم في القضايا المختلفة، سياسية واجتماعية واقتصادية.

أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي أحد أهم الوسائل للتعرف على الآخرين، والاطلاع على أفكارهم وآرائهم في القضايا المختلفة، سياسية واجتماعية واقتصادية.

وتحولت هذه الصفحات بالنسبة للبعض إلى وسيلة للحكم على الآخرين واتخاذ مواقف تجاههم، ما يمثل خطورة كبيرة على نسيج العلاقات الاجتماعية، بل وتحديد مستقبل البعض.

ومن أسف أن يمتد هذا التأثير السلبي إلى اختيار شريك الحياة من كلا الجنسين، فقد لاحظت في الفترة الأخيرة، ومن خلال تجارب شخصية، لجوء غالبية الشباب والفتيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف الأولي على من يرغب في اختياره ليكون شريك حياته، واتخاذ قرار بالاستمرار في الأمر أو رفضه بناء على مطالعة هذه الصفحات.

أعطني عنوان صفحتها/ أو صفحته على الفيس، هذا هو طلب الكثيرين من الراغبين/ أو الراغبات في الزواج اليوم، عندما ترشح له/ أو لها شخصا ما للارتباط به.

لا أتحدث هنا عن  ظاهرة الزواج عن طريق الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي التي انتشرت بعد تفشي ظاهرة العنوسة وظهور الكثير من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي للزواج بهذه الطريقة، والتي يتعدي زوارها الملايين يوميا.

 من بين حالات كثيرة أتعرض لها وعايشتها، طبيب مهاجر شاب وفقه الله للعمل في مكان مرموق، طلب مني أن أرشح له فتاة للزواج، أخبرته عن فتاة من أسرة طيبة أعرفها، والدها أستاذ جامعي، والدتها مربية فاضلة، الفتاة ذات دين  وجمال، طلب التعرف عليها من خلال الفيس قبل أن يتقدم إليها، فوجد لها فيديو منشور على صفحتها وهي تقدم حفلا ثقافيا في جامعتها، فأحجم عن التقدم لها بسبب نشر الفيديو، رغم احترامه وتقديره لها ولأسرتها.

فتاة أخرى أعرف التزامها وأخلاقها تعيش في دولة غربية، من أسرة طيبة ملتزمة والداها أستاذان جامعيان، تنشر على صفحتها صورا لها مع زميلاتها في الجامعة اللاتي ربما لا يعتنقن الإسلام، طلب مني والد أحد الشباب الذين يعملون في هذا البلد، أن أرشح لابنه فتاة من أسرة طيبة للزواج منها، فرشحت له هذه الفتاة، وحينما وجد على صفحتها صورها مع زميلاتها أعرض عن الأمر. 

اتصل بي والد فتاة تقدم لها شاب أعرفه ليسألني عنه فأثنيت عليه خيرا بما أعلم من طيب خلقه وأخلاق أسرته، طلب مني عنوان صفحته على الفيس، وبعد مطالعة الصفحة رفض هذا الشاب.

لا يبالي كثير من الشباب والفتيات بما ينشرونه أو يشاركونه على صفحاتهم، وأن هذه المنشورات ربما تكون سببا في إعطاء صورة غير صحيحة عن شخصيته وأخلاقه.

من الأمور التي يقوم بها الشخص الراغب في التعارف أيضا البحث في قائمة أصدقاء الشخص الآخر وربما اتخذ قراره بناء على هذه القائمة.

قد يختلف البعض في مدى موافقة أو مخالفة ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي للضوابط الشرعية، لكن ما أعنيه أنه وحتى في حالة عدم المخالفة، ربما كانت بعض القناعات الشخصية لدي الأفراد سببا في اتخاذ مواقف تجاه الآخرين، ولو اتيحت الفرصة للحوار المباشر بينهما لتقبل كل منهما الآخر.

قد لا يتفق كثيرون مع ما قام به أطراف هذه الوقائع التي ذكرتها، لكنه الواقع الذي نعيشه، والذي يجب مراعاته. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها