الروهينغيا لا بواكي لهم!

مسلمو بورما ”الروهينغيا” الذين تخلى عنهم العالم بأسره حتى إخوانهم المسلمين، ولا يجدون دعما إلا من أصوات خافتة وتصريحات باهتة ومواقف هزيلة بل ما هو أشد من ذلك أن الكثير من المسلمين لا يعرفون شيئًا عنهم وعن مآسيهم ومذابحهم ومحارقهم، فما هي قصتهم؟!  وكيف بدأت مآسيهم؟!

نبذة عن بورما “ميانمار”:

بورما دولة أسيوية تقع في جنوب شرق آسيا، يحيط بها من الشمال الشرقي الصين، والشمال الغربي بنغلاديش والهند ومن الجنوب خليج البنغال والمحيط الهندي ومن الجنوب الشرقي شبه جزيرة ملايو.

يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة معظمهم من البوذيين، ويمثل المسلمون فيها من 10 إلى 15% أي حوالي 7 إلى 10 ملايين، يتركز معظمهم في إقليم أراكان شمال غرب بورما وعلى الحدود مع بنغلاديش.

أصل الحكاية باختصار:

ترجع قصة بورما إلي ما قبل عام 1784 حيث كان إقليم أراكان المسلم منعزلا عن بورما البوذية وكان الإسلام قد وصل إلى أراكان أول مرة على يد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وبعض التابعين في أحد الرحلات التجارية، ثم انتشر فيه الإسلام بشكل كبير على يد التجار المسلمين في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن السابع الميلادي.

استمر هذا الإقليم يُحكم بالإسلام ثلاثة قرون، وبدأ ينتشر خلالها الدين الحنيف في بعض الأماكن الأخرى في بورما، وحتى عام 1784 إذ خشي البوذيون من انتشار الإسلام فقام الملك البوذي ” بوداباي ” بضم أراكان إلى باقي الدولة البورمية وبدأ باضطهاد المسلمين اضطهادا شديدا، وأخذ أموالهم ونهب خيراتهم.

وفي عام 1824 تعرضت بورما ومعها أراكان  للاحتلال البريطاني وبعد أن فشلت  بريطانيا في إخضاع مسلمي بورما ”الروهينغيا” قامت بإمداد البوذيين بكل أنواع الأسلحة، وبدأت تدعمهم لاستئصال المسلمين فارتكبت مجازر ومذابح ومحارق بشعة بحق المسلمين. وفي عام 1948 خرجت بريطانيا من بورما؛ ليواصل البورميون البوذيون جرائمهم البشعة ضد المسلمين فاتبعوا سياسة تعرف ببرمنة الدولة أي جعلها بوذية، والقضاء على الإسلام؛ ولكن الغريب رغم كل الوسائل الجبارة التي اتبعها البوذيون ضد المسلمين لم يرتد مسلم واحد عن الإسلام فقرر البوذيون القضاء التام على المسلمين واستئصالهم بالأساس من بورما.

وواصل البوذيون جرائمهم البشعة ضد مسلمي الروهينغيا وخاصة بعد سيطرة العسكرية الفاشية على الحكم في بورما 1962، وفي عام 2012 ونتيجة لبعض الضغوط تم إعطاء مسلمي الروهينغيا بطاقات مواطنة وهو مالم ترضى به جماعة “الماغا” البوذية التي واصلت ممارسة الجرائم البشعة ضد الأقلية الروهنيغية المسلمة من قتل وحرق وذبح وهدم قرى بأكملها فوق رؤوس ساكنيها.

مآسي ومذابح المسلمين في بورما

إن ما يتعرض له مسلمي الروهينغيا في بورما منذ ما يقرب من ثلاثة قرون أمر يشيب له الوليد؛ فالتعذيب الذي يتعرضون له والذبح والحرق والتقطيع بالسيوف والسكاكين لا يقل بشاعة عن محاكم التفتيش التي أقامها النصارى الإسبان للمورسيكيين المسلمين في الأندلس.

ومن جرائم البوذيين في عام 1938 هجمت جماعات “الماغا” على قرى المسلمين في أراكان وقتلوا المئات وحرقوا البيوت، واغتصبوا النساء حتى فر أكثر من 500 ألف مسلم إلى بلاد مجاورة، وفي عام 1942 ارتكب البوذيون مجزرة في أراكان وقتلوا مائة ألف مسلم واغتصبوا النساء وشردوا الأطفال وأحرقوا الجثث. 

في 1978 تم تهجير وطرد 300 ألف مسلم، وفي عام 1988 تم طرد وتهجير 150 ألف مسلم، وتم تهجير ضعفهم في عام 1992، حتى وصل عدد المهجرين والمطرودين من مسلمي بورما 4.5 مليون مسلم.

في عام 2012 ارتكب البوذيون مجزرة شنيعة بحق عشرة من الدعاة المسلمين إذ ربطوهم وظلوا يضربونهم بالشوم والسكاكين والسيوف حتى ماتوا ومثلوا بجثثهم ثم واصلوا جرائمهم بمهاجمة المساجد وهدمها، وقتل كل الرجال والنساء والأطفال في حفلات موت جماعية وإشعال النار فيهم أحياء في محارق بشعة وفصل رؤوسهم عن أجسادهم ودفن بعضهم أحياء وتقطيعهم بالسيوف وهتك أعراضهم والقاءهم في عرض البحر.

ولا يزال مسلمو الروهينغيا ينامون ويستيقظون على مذابح وجرائم جماعات “الماغا” البوذية المدعومة من النظام الحاكم في بورما، والمستمرة في أبشع صورها في ظل صمت وتجاهل عربي وإسلامي.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها