أفريقيا فلسطين

يجب إلغاء انعقاد المؤتمر نهائيا ومواجهة كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني، وعلى الدول العربية والإسلامية إلى العودة إلى عمقها الإستراتيجي في أفريقيا.

أعلن الاحتلال الصهيوني الاثنين 11 سبتمبر/ايلول على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية للكيان الإسرائيلي “إيمانويل نخشون”، عن تأجيل القمة “الأفريقية الإسرائيلية”، التي كان من المقرر عقدها في جمهورية توغو أكتوبر/تشرين الأول إذ قال إن ذلك جاء ” بناء على طلب رئيس توغو وبعد مشاورات متبادلة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.”

جاء ذلك بعد يومين من الندوة التي أقامتها لجنة فلسطين لحركة البناء الوطني، حول مخاطر التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، بحضور ممثلين عن السلك الدبلوماسي لبعض الدول الأفريقية وممثلين عن سفارة دولة فلسطين وعن حركة حماس الفلسطينية ونواب برلمان وممثلين عن الطبقة السياسية المجتمع المدني.

فقد جددت دولة زيمبابوي ودولة جنوب أفريقيا “رفضهما لمؤتمر توغو والتغلغل الإسرائيلي في أفريقيا”، وقال ممثل سفير زيمبابوي بالجزائر إن “الحكومة الزيمبابوية ستقف ضد هذا المؤتمر وتعرب مجددا عن مساندتها للقضية الفلسطينية”.

وذكر الدبلوماسي الزمبابوي أن “خلال هذه الندوة أنقل لكم موقف حكومة بلادي من معارضة المؤتمر ومساندة القضية الفلسطينية”.

أما ممثل سفير جنوب أفريقيا فقال إن “بلاده دولة صديقة لفلسطين وهي تعرب عن معارضتها لمؤتمر توغو الذي يجمع إسرائيل بدول أفريقية”، مضيفا: “جنوب أفريقيا هي قبلة الأحرار وموطن الزعيم نيسلون مانديلا وهي تساند الشعوب المتحررة على غرار فلسطين”. “. وذكر الدبلوماسي التشادي أن “علاقات بلاده مع إسرائيل تم قطعها منذ السبعينات لأسباب سياسية واجتماعية، فالشعب التشادي مساند للقضية الفلسطينية”، مختتما: “يجب التكاثف والتوجه نحو أفريقيا للوقوف ضد تغلغل الكيان الإسرائيلي في المنطقة والتمدد في القارة

وسبق ذلك اجتماعات ولقاءات مع عدد من ممثلي الطبقة السياسية والمجتمع المدني لدول غرب أفريقيا في السنغال من أجل تنسيق الجهود لمواجهة تغلغل الكيان الصهيوني والحيلولة دون انعقاد مؤتمر توغو.

كما كان للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج دورا في حراك دبلوماسي مع سفارات دول أفريقية في العديد من الدول العربية والإسلامية، ودور مميز لرابطة برلمانيون من أجل القدس دور دبلوماسي مميز مع برلمانات دول أفريقية وإسلامية

وقد ضغطت دول أفريقية على رأسها الجزائر وجنوب أفريقية وزيمبابوي وتشاد والسودان ودول عربية لأجل الحيلولة دون انعقاد مؤتمر توغو.

وقد صرحت سفيرة الكيان الإسرائيلي لدى فرنسا أليزا بن نون، بأن الجزائر تقف عائقا أمام توسع الكيان الصهيوني في القارة الأفريقية، وأنها “تلعب دورا سلبيا” اتجاه محاولة الكيان الصهيوني في الحصول على صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي.

وقالت السفيرة الإسرائيلية في حوار أجرته مع جريدة “لوموند” الفرنسية: بالطبع، هناك مقاومة قوية، تحاول إسرائيل استعادة صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، ولكن هناك دولا أفريقية متأثرة بدول عربية أو دول أخرى لا تحب إسرائيل.

فالجزائر، على سبيل المثال، تلعب دورا سلبيا، جنوب أفريقيا أيضا رغم علاقاتنا الدبلوماسية، تنتهج سياسة منتقدة جدا اتجاه إسرائيل، وهناك أيضا إيران، التي لها دور في أفريقيا، تنشر سياستها ضد إسرائيل في القارة.

وإننا إذ نثمن ما توصل إليه هذا الحراك الرسمي والشعبي الذي شكل ضغطا على دولة توغو أدى بها إلى أخذ القرار بتأجيل المؤتمر، فإننا ندعو إلى ضرورة مواصلة الضغط من أجل إلغاء انعقاد المؤتمر نهائيا ومواجهة كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان، وندعو الدول العربية والإسلامية إلى العودة إلى عمقها الإستراتيجي في أفريقيا، وندعو في الأخير إلى عقد قمة أفريقية فلسطينية تحضرها دول إسلامية وكل الدول الصديقة لفلسطين، حفاظا على الأمن والسلم العربي والإسلامي والأفريقي الذي بات الكيان الصهيوني يهدده من خلال الهيمنة الاقتصادية ونشر السلاح الفوضى والحروب بنظرية “الماسلاح” أي الماس والسلاح، ومحاصرة لهذا الكيان في المحافل الدولية والمؤسسات الدولية ولوضع حد للانتهاكات التي يمارسها ضد الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها