رئة دمشق الجنوبية (3)

لا تراهنوا على تلك المنطقة ولينفد صبركم، ولتسحقوا أصابعكم عضاً عليها ندماً وحسرةً، فلن تنالوا منها إلا ما يُنكّل بكم، وستهزمون كرات ومرات .

أهل الرباط أوعى مما نتصور ….

لكل جواد كبوة، وخسارة المعركة لا تعني فوات الحرب، مع أنني لا أعتبر أهل المنطقة الجنوبية قد خسروا المعركة فصلابة إرادتهم ما زالت تنبض بالحياة، وهم أحرص وأذكى من أن يمكر بهم خصمهم، ولم يتأثروا قيد أنملة بل قاموا بفضح النظام وشيعته، وهم الآن في استراحة المقاتل ولكن استراحة من نوع آخر في (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). والمجاهدون بهذه الاستراحة (وقد قام النظام ينقض العهود والمواثيق واحدة تلو الأخرى) تمرسوا واحتاطوا بعدما رأوا ما جرى لكثير من المناطق الـمُهادِنة والـمُصالِحة حيث انتهت بهم الحال بتهجيرهم بالحافلات الخضراء من بلادهم إلى الشمال السوري، ضمن خطة التغيير الديموغرافي.

والنتيجة أن المجاهدين مرابطون وصامدون وباقون دون أدنى أشك، لنيل إحدى الحسنين: إما النصر أو الشهادة.

سياسة النظام الطائفية الخبيثة

إن سياسة النظام مع المناطق المحررة باتت مفضوحة الآن، فهي تبدأ ببث الإشاعات المختلفة عن المنطقة لضرب المعنويات، ثم إرسال الوساطات العميلة لعقد جلسات تفاهم، ثم المفاوضات الماكرة، وبعدها الهدن المشروطة، وهذه الشروط لم يتحقق منها شيء (إلا فك الحصار فقط)، تليها المصالحات، ثم التنازلات، وبعدها التهجير الديمغرافي الطائفي، وأخيراً قصف المناطق التي هُجِّر إليها المجاهدون الذين قبلوا بالمصالحة لأول مرة سعياً لإبادتهم. والأدلة الواقعية نراها ظِهاراً نهاراً يومياً في كل بقعة من سوريا.

وأخيراً

أقول للنظام وأزلامه المتمشيخين المرتزقة حوله: لا تراهنوا على تلك المنطقة ولينفد صبركم، ولتسحقوا أصابعكم عضاً عليها ندماً وحسرةً، فلن تنالوا منها إلا ما يُنكّل بكم، وستهزمون كرات ومرات، والله مولانا ولا مولى لكم.

وأقول للأصحاب المتعة واللطم: الطموا وجهوهكم وأدباركم ما استطعتم، وعيشوا أيامكم الأخيرة، فالحق سيعود لأهله، وأنتم ستعودون إلى بلادكم في نعوش، أو ستكون في المنطقة الجنوبية قبوركم.

وأقول لأشراف وكبراء وسادة تلك المنطقة الأسود: يا أحفاد أبي بكر وعمر وعلي وخالد والزبير، قد أكرمكم الله واجتباكم وفضّلكم بهذا الشرف العظيم، فزرع في قلوبكم حب الجهاد والرباط، وغرس في نفوسكم المروءة والشهامة، وألبسكم لباس الشجاعة والبطولة، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله والله ناصركم، فلا تستكينوا لمخططات أعدائكم ولا لوعوده الزائفة، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واستمسكوا بالعروة الوثقى، وأزيلوا ما بينكم من خلافات لا مكان لها، وخالفوا أهواءكم فضعوا حظوظ النفس وزينة الدنيا وراء ظهوركم، ووحدوا رايتكم ورصوا صفوفكم، وتوافقوا على رجل واحد فالدنيا زائلة ونحن معها زائلون، وستبقى بطولاتكم منارة يهتدي بها الضال، وستبقى ذكراكم تاريخياً مجيداً لأجيال تتراً، فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، وليكن أقوى سلاحكم إيمانكم، وذخيرتكم إخلاصكم، وعتادكم تقواكم، وهدفكم رضا الله عز وجل.

فو الله لقد أسستم بعزائمكم بعد إيمانكم الراسخ نموذجاً رائداً يُقتدى به في المنطقة الجنوبية الصامدة، وإن أبطال سوريا من شمالها الشامخ لجنوبها البطل ومن غربها المرابط لشرقها المغوار بل وكل أحرار العالم ليأخذون منكم الدروس والعِبر، فبارك الله مسعاكم وجهادكم، وثبّتكم وأيدكم بجنود أحد وبدر، وجعل كلمتكم هي العليا وكلمة الذين كفروا وفسدوا ونافقوا هي السفلى، والله الغالب على أمره وهو ولي التوفيق.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها