السودان وفرص النجاح

هذا التنوع والتلوين جعل من السودان مركزا مهما وإستراتيجيا بطبيعة موقعة، فهو مكسب لأبعد من دول الجوار الأمر الذي اكتشفه الغرب باكرا وعمل على استعماره ونهب ثرواته المستقبلية.

السودان ذلك المد المترامي من الأرض، تحتضن تنوعا بيئيا لمساحتها الشاسعة، وتنوعا ثقافيا أثرا لذلك، وتأثرا بالجغرافية التي جعلت من ترامي أطراف السودان حدودا بالتشارك مع الكثير من دول القارة السمراء شمالا وغربا جنوبا وشرقا.

هذا التنوع والتلوين جعل من السودان مركزا مهما وإستراتيجيا بطبيعة موقعة، فهو مكسب لأبعد من دول الجوار الأمر الذي اكتشفه الغرب باكرا وعمل على استعماره ونهب ثرواته المستقبلية صناعيا واجتماعيا وزراعيا.

لكن العقلية السودانية وإباء نفوس أهلها جعل من الاستعمار جمرة تحت وطأة الأجنبي المحتل فلم يهنأ له بال وهو يعيش بالسودان، إذ تعذر عليه قيادة الشعب السوداني قهرا، قياسا ببعض المستعمرات، ولم يستطيع المحتل التحايل على الشعب السوادني لتطويعه وإذلاله، الشيء الذي أسهم في استقلاله باكرا في أفريقيا فكان بمثابة شرارة للثورة في كافة المستعمرات لاحقا لنيل استقلالها وحد المد الاستعلائي.

التخطيط الإستراتيجي الغربي المناهضة لنهضة ما سواه من دول وقارات دفعهم لزراعة أوضاع قابلة للانفجار مستقبلا لزعزعت أمن واستقرار هذه البلاد، ووأد نهضتها التنموية؟ زرعوا قنابل فتنهم المؤقتة ما بين القبلية والحدود والتقنية.

هذه التحديات لم تستفد منها الحكومات المتعاقبة وأصبحت نقطة ضعف، إذ قامت حركات تمرد بجنوب السودان فزعزعت الأمن القومي السوداني كله.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم بين الحكومة “العسكر إسلامية” والتي وضعت يدها على سدة الحكم بالبلاد عام 1989 كان يعد هذا الوضع المتأزم وضعا مثاليا لحكومة مشحوذة بالمفكرين، محروسة بالسلاح لفض النزاعات وإنهاء الحروب، ووأد التمرد وخلق مصالحة ونهضة وطنية متفردة، يعلو فيها اسم السودان الوطن مجردا.

فكل من هو من السودان سوداني، عربيا كان أم أفريقيًا مسلما أو غير مسلم، فأن تكون الحكومة حكومة إسلامية فهذه نعمة كبيرة، إذا أدركت مدي التباين الثقافي، والتقني لتركيبة الشعب المجتمعية، وأعطت كل ذي حق حقه وفق الدين الذي نتحاكم إليه، وأعلت الحق علي أمانيها.

نعم فقه الدولة، وحداثة التجربة وتحديات داخلية لاستهداف خارجي حد نوعا ما من مسيرة الحكومة السودانية، لكنها الآن وعلى بعد ربع قرن من حداثة التجربة العذر الشرعي قد أصبحت أكثر نضوجا، وإدراكا وقوة وحنكة لعبور أكبر المخططات وقد تيتمت أعذارها، فهل تستفيد الإنقاذ من ذلك لتأتي انتخابات ٢٠٢٠ بفوز شفاف كاسح في كافة أنحاء ربوع بلدنا الحبيب، ودون عناء تشق له الأنفس يرهق أجهزة وميزانية الحزب في عملية رتق يجعل الأهداف والأمنيات دانية الثمار لوطن واحد موحد آمن متطور متحضر معطاء.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها