!انتخابات مبكرة يشارك فيها الأسد

لقد أجمعوا على بقاء بشار الأسد وديمستورا يقول إنه يجب إعطاء المعارضة الفرصة لترتب أمورها ولا يقصد بذلك إلا استجابة المعارضة لبقاء بشار.

هذا ما سيفصح عنه ديمستورا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، كل الأطراف الدولية الفاعلة والأطراف الإقليمية اتفقت واستجابت لبقاء بشار الأسد.

الأطراف الأوربية مع أمريكا بحثت عن بديل لبشار لسنوات وحاولت ووجدت بديلاً مرة واحدة وجربت ولم تنجح وبعدها لم تعد تجد أحداً، والطرفان الروسي و الإيراني ليس لهما من صلة موثوقة ولا ضمانة مطمئنة إلا عبر بشار الأسد شخصياً ولم يخول بشار أحداً أبداً في العلاقة مع الروس والإيرانيين، فمن إيران كل المال والرجال ومن روسيا كل السلاح والغطاء الجوي.

ويبدو أن الهيئة العليا للتفاوض ومعها الائتلاف لم تعد تستطيع الإصرار على محورها الأساسي الذي تشكلت وتمحورت عليه في الرياض نهاية 2015، وبدأ بعض الناطقين في الائتلاف يذكر الإرادات الدولية في هذا الشأن وبدؤوا يخبروننا أن الأطراف الكبرى لا ترى ضرورة لرحيل بشار الآن ولكن لن يكون له مكان في المستقبل البعيد.

وحين أعلن خالد المحاميد، وهو عضو نشط في الائتلاف بصراحة كاملة أن بشارًا باقٍ، وأن الحرب ضده من الجيش الحر قد توقفت سارعوا لفصله لأن الأوان لم يحن بعد ولابد من التمسك بالسياسة الدعائية الحالية، وهي الإعلان أنهم مع الثوابت التي أُعلنت في الرياض ومحورها مغادرة بشار للحكم من بداية المرحلة الانتقالية.

وفي كثير من المقابلات الإعلامية تكرر من كثيرين ذكر الواقعية و التصرف الصحيح تجاه الواقع الإقليمي والدولي الجديد، وأصبح من “الهوبرة ” والرعونة وعدم الواقعية الإصرار على زوال بشار الأسد.

لقد أجمعوا على بقاء بشار الأسد وديمستورا يقول إنه يجب إعطاء المعارضة الفرصة لترتب أمورها ولا يقصد بذلك إلا استجابة المعارضة لبقاء بشار.

والمشكلة هي أن الهيئة العليا للمفاوضات التي تكونت في الرياض ما زالت أسيرة لما اجتمعت وأجمعت عليه هناك في 2015 وهو “مغادرة بشار الأسد“.

لذلك لابد من ترتيبات وإعدادات وإجراءات تصل إلى حد انعقاد مؤتمر جديد وإدخال لاعبين جدد لحل هذا الاستعصاء البسيط.

وفي المؤتمر القادم الجديد ستدخل كل المنصات : منصة الرياض القديمة، ومنصة القاهرة، ومنصة موسكو ولا يجمع المنصتان الأخيرتان إلا أمر واحد وهو:

الإبقاء على بشار الأسد“.

ومنصة الرياض الأولى لها حظوة ورعاية خاصة من السعودية، فكيف ستتراجع وتستجيب للمنصتين المجمعتين على بقاء بشار ونظامه؟

لابد من صيغة أخرى وطرح آخر يظن أصحابه أنه جديد، وأن الأوضاع الميدانية والعسكرية تناسب طرحه إلى حد كبير، وهو في الحقيقة طرح ليس بجديد وننتظر أن يطرحوه في هذا التوقيت بقوة وفتنة.

انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة يشارك فيها بشار الأسد ومن معه”، ولينافسه من يريد ولينافس على مقاعد مجلس “الشعب” من يريد…ولتأت الدنيا بأسرها لتشرف على نزاهة الانتخابات والإجراءات.

وستكون هناك ضمانات من كل الدول الكبرى والصغرى ومن  كل الهيئات الأممية والدولية ومن الهيئات الخاصة المستقلة وسيقولون :”إن الالتزام بنتيجة الانتخابات من طرف النظام أكيد وإن الإجراءات ستكون شفافة ونزيهة“.

وسيكون هناك عبارات سيروجون لها بقوة وعبر كل الوسائل وليس بالإعلام وحده: “تريدون زوال بشار الأسد،  دونكم صندوق الاقتراع….تريدون زوال نظامه، دونكم انتخابات مجلس الشعب“.

روسيا تسعى لذلك وإيران تطرب لذلك وأمريكا وأوربا لن تعترضان عليه…فهي ديمقراطية في النهاية.

بعض الناس قد يظن وبعضهم قد يدلس متعمداً ليقول إن هناك فرصة للخلاص بهذه الطريقة وأن بشارًا ومن معه من المستحيل أن ينجحوا في انتخابات مشهودة تحت رقابة وضمانة دوليتين.

والأمر الأكيد المدروس الذي نشرناه أكثر من مرة أن أي انتخابات مقبلة فيها بشار الأسد ونظامه ستكون نتيجتهما بقاء بشار الأسد وبقاء أغلب المصفقين له في مجلس الشعب، وبدون أي تزوير أو خروقات: إنه شبح الرعب ورمزيته أيها السادة….رعب زاد وفاق ما تتصوره العقول

خوف من الانتقام،  خوف من فقدان مصدر العيش، خوف من الإبعاد و خوف لمن هم في الخارج أن يحرموا من العودة، خوف من الحرمان من وثائق السفر والولادة والزواج…..خوف من كل نوع ولون.

وأخطر ما في هذا الطرح القادم هو اكتساب بشار الأسد لشرعية دولية لن يستطيع احدٌ أن يشكك فيها ….إنها “شرعنة الأسد ونظامه

وكثيرون من المشاهير معارضون وغير معارضين قد يدخلون منافسين لبشار الأسد وسيهتفون في الناس ألّا يخافوا وألا يُحجموا، ولكن أغلب الناس لن ينصت وسيبكر للخروج وانتخاب بشار ومن معه فالرعب القديم قد زادت فيه إيران وروسيا فصولاً وفصولا.

وسيرفع الناس أصابعهم التي غمسوها بالحبر عالياً في الشارع أمام الجميع ليثبتوا أنهم قد انتخبوا وسجلوا للقائد الخالد صوتاً.

وهناك فئة الذين كانوا عايشين سيشاركون بكثافة و سينتخبون من رسموا على أسفل حذائه شمساً وسماء صافية زرقاء.

وهناك كل المنغمسين في الجريمة المنظمة وغير المنظمة.

 وهناك الطائفيون والفاسدون والشركاء….سينتخبون ويحرضون على بقاء الأسد بكل الطرق.

لقد وصل أغلب المعارضين في الخارج إلى وضع حرج للغاية فإما أن يقبلوا بما سيملى عليهم أو يفقدوا كل تمثيل أو اعتراف وسيعودون إلى النسيان.

يجب أن يقبلوا بديمقراطية فيها المرشح الأوفر حظاً للنجاح بشار الأسد ومن معه…ديمقراطية ستُنجح ديكتاتوراً لم يذكر التاريخ له قريناً في عدد القتلى برقبته.

ومن قال هتلر فقد أخطاً، لأن هتلر قتل من هم من شعوب أخرى ولم يبق و يفز بانتخابات “ديمقراطية” بعد القتل.

وفي سورية يُعدُّون لانتخاب من قتل من شعبه أكثر من مليون ليكون رئيساً منتخباً فوق مليون جمجمة.

هذا ما يعدُّون له وليس هو بقول كاهن يرجم بالغيب، ولا بقول شاعر يتفنن إنما هو خطر عظيم قادم فاتقوه.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها