يوم في حضانة طفلتي

لا يعنيها من هؤلاء غيري، وكأن العالم ليس فيه سواي!، أخيرا تحول بؤسها فرحاً، إذ رأتني طفلتي بين الحضور، وهبطت البسمات على وجهها.

في الصف الأول جلست

فقد حضرت باكرا لأشهد هذه اللحظة

أخيرا سأراها تتبسم فوق المسرح

سأراها تتراقص أمامي بين زميلاتها

ها هم يدخلون تباعا

في زيهم الموحد كم يتشابهون

بحثت عنها، وبحثت عني

ها هي أخيرا رأيتها

لكن عيونها ما زالت تدور على الحاضرين

لم تلاحظني عينها، رغم وجودي في الصف الأول

صغيرتي تبحث عني بين الواقفين في الخلف

معلمتهم تشير إليهم كي يبدأوا

بدأت أطفال ” كي جي تو ” في الأداء المسرحي

وطفلتي بينهم مشدوهة لا تزال تبحث عني!

تحاكي حركاتهم مثقلة الجوارح!

تلاحقهم وعيناها معلقتان بالحضور!

ذاهلةً عن عشرات الباسمين غائبةً عنهم

لا يعنيها من هؤلاء غيري

وكأن العالم ليس فيه سواي!

أخيرا تحول بؤسها فرحاً

رأتني طفلتي بين الحضور

هبطت البسمات على وجهها

سبقت صف التلميذات

صارت تسبقهم رغم أن عينيها لاتزال في عيناي

تتحرك يمنةً ويسرةً وهي لاتزال تراقبني

كأنها تقول لي انظر أبي، ها أنا أمشي، ها أنا أتحرك

ها أنا أغني، ها أنا تدربت وتعبت لا لشيء إلا لكي تسعد بي

وأنا أنظر إليها تذكرت يوم مولدها

تذكرت كيف سَمَيتُها

تذكرت صديقي الذي كان يسألني عنها

بعد أن أسأله عن بنته

صديقي، آه يا صديقي

ماذا تفعل بنتك يوم تخرجها من حضانتها؟

على من تنظر بين الحاضرين لحفل تخرجها؟

أبوها، صديقي ما عاد موجودا في هذه الحياة!

تخيلتها تقف كما كانت تقف صغيرتي قبل أن تراني

يا الله ما أشده من ألم، أن تكون بين هؤلاء الفرحين تبكي

دموع لا تعرف كيف تفسرها لمن حولك

تنسحب من بينهم مهزوما

تلاحقك نظرات طفلتك على المسرح متسائلة

لماذا يتركني أبي!

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها