لماذا تعز؟

مسلسل قتل المدنيين مستمر في تعز لأنها لا تؤوي الخونة ولا تطول حبالهم فيها، ولا تقوى شوكتهم حتى لو كانوا من أبنائها.

كاذب من قال إن سكانها تحركهم أجندة لأي توجه كما يزعمون فهي بالإخوان أو بغير الإخوان تريد حرية وكرامة، وأبناؤها قبل الإصلاح وبعده يطمحون ليمن خالٍ من الاستبداد والظلم والسلالية والمناطقية التي أعيت شمال اليمن وجنوبه.

وخائن من يقتل الأبرياء ليتقرب إلى تجار الموت، فلن يزيده ذلك إلا ذُلا وعارا، وسيلعنه التاريخ لو تلون بكل ألوان الوطنية الزائفة فالحق أبلج ولا يختلف عليه اثنان هكذا تقول تعز إن علا صوت المجرم ليشوش على نداء أولئك الصادقين في الثغور الذين يعلمون أن وحدة البلد واستقرارها مرهونة بصمودهم وذودهم دون استيلاء تحالف الحوثي صالح على جبال تعز وثغورها.

في تعز خرج للثورة المواطن البسيط والبائع في “بسطة” أو “عربية” على قارعة الطريق والمهمش و”الرعوي” والعامل الكادح والأُمي الذي لم يدخل المدارس والعاطل الذي يتسكع في الشوارع؛ أولئك لا يبيعون ويشترون ولا يحتشدون للتسبيح بحمد زعيم أو سيد عفي عليه الدهر لذا هم يقتلون وتستباح دماءهم بلا رحمة.

من دخل تعز صار من أبنائها فلا حرج عليه إن كان من الشمال أو الجنوب أو الوسط ولا يطلق عليه لقب “لغلغي” أو “دحباشي” أو “سيد أو”قبيلي” يتماهى الناس فلا يستعير أحد من أصله أو نسبه ويستحي الفرد أن يتباهى بأصله ونسله خوفاً من ازدراء الناس له.

لا توجد ناحية أو قرية أو منطقة من مناطق اليمن إلا وفيها مواطن من أبناء تعز فكل بقعة فيها بلده ومستقره إن أراد، وسكانها أهله وذويه إن قبلوا، وكذلك طلب الرزق لا تحده مهنه أو نسب أو سلالة إن سنحت الفرصة.

اليوم يقتل أطفال تعز قبل أن يكبروا لأن الكثير من أبنائها رضعوا كره استبداد نظام الحكم مع حليب أمهاتهم ولذا لم يجد تحالف الحوثي صالح حاضنة شعبية لفسادهم فيها، فكان اللجوء لتطبيق سيناريو بشار الأسد هو خيارهم الوحيد ليخضعوها وتكون لهم ذريعة أمام العالم أنهم أحكموا القبضة على شمال اليمن وتكون لهم صولة وجولة في تحديد مصير اليمن وليستمروا بالعبث فيه كما اعتادوا.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها