متمرد على خالقه

متمرد على خالقه

 

هذه تذكرة مني لعلها تنفع المؤمنين

فإن المرء يبلغ أشده مع الأربعين

ويهبط بعدها المؤشر حينا بعد حين

وقد يدخل الشيخوخة مع الخمسين

وعلى حذرٍ ينتظر إذا بلغ الستين

فالموت يتسلل له هذا المسكين

فلا يغرنك الأمل وتضيع منك السنين

وسابق بالخيرات وكن من أهل اليمين

هذه نصيحة من مخلص لك أمين

من الآيات التي تستوقفني دائما قوله تعالى في القرآن الكريم: “يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”، إذ تنبهني إلى هذا الإنسان المتمرد على خالقه ومولاه، رغم أنه مجرد “رقم” -ضمن مليارات- طرأ على جزء ضئيل من كون الله (نحو 200 مليار مجرة بالكون المرئي) في لحظة عابرة (عمر الكون 370 ألف سنة)، ومع ذلك يستخدم عقله المخلوق والمحدود بالزمان والمكان في إنكار ربه، أو نسب الولد له، أو التمرد على منهجه، أو الإيمان المظهري دون التطبيقي.

والمحصلة أن أعدادا لا حصر لها تُعرض عن منهج خالق الكون العليم الخبير بما يُصلحها لأنه الأول والآخر، ولا عجب أن يكون الشقاء مسيطرًا والجفاء مستحكمًا، والانتحار ظاهرة بجميع الدول المترفة منها والفقيرة، وبين الفينة والأخرى نسمع ونرى ونقرأ من الآيات الدالة على وحدانيته، وشمول وتوازن وعظمة منهجه، لكن دون تطبيق لمنهجه، ويستمر هذا المتمرد حتى يسرقه الموت ويلقى مصيره، وتكون الحسرة له وعليه.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها