زيدان وأزمة الرقم 10

زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد

زيدان حاليا لا يستطيع أحد الجزم بنوعية الأسلوب الذى يعتمد عليه الفريق معه فهو يميل إلى الاعتدال عن كونه ذو طابع هجومى حاد أو نزعة دفاعية صارمة.

لا شك أن ما يقدمه ريال مدريد منذ تولى زيدان القيادة الفنية للفريق شئ أكثر من رائع فمن تحقيق لقب دورى أبطال أوربا الموسم الماضى والتقدم الحالى بصراع الليغا متفوقا على الغريم التقليدي برشلونة والمسيرة الناجحة بدورى الأبطال حتى الآن، خاصة وأن زيدان ما يزال فى طور التعلم حيث يعتبر هذا هو الموسم الثانى له على رأس القيادة الفنية لأي  فريق بالدرجة الأولى.

 الشئ المهم أيضا أن الفريق رفقة زيدان يتخطى بثبات كل عقبات الفرق الكبرى فى كلا البطولتين الليغا ودورى الأبطال، ولكن مع التقدم بالموسم الحالى واجه المدرب الفرنسى العديد من الانتقادات حول أسلوب لعب الفريق وعدم تقديم عروض مميزة وتنوع أسلوب الفريق فى الجانب الهجومى وذلك يستدعى تفسير بعض الأمور .

زيدان حاليا لا يستطيع أحد الجزم بنوعية الأسلوب الذى يعتمد عليه الفريق معه فهو يميل إلى الاعتدال عن كونه ذو طابع هجومى حاد أو نزعة دفاعية صارمة، فلا يمثل امتلاك الكرة والاستحواذ عليها فى أغلب دقائق المباراة بالنسبة لزيدان اهتماما بالنسبة لرغبته في تسجيل العديد من الأهداف أيا كان المنافس.

ريال مدريد يلعب برسم تكتيكى 4/3/3 مهما تغير الثلاثى الهجومى فثلاثى الوسط ثابت ومكون من كاسيميرو ومودريتش وتونى كروس ما يعيب هذا الثلاثى أنهم لا يعتبرون صناع لعب حقيقيين أى ليس بهم الرقم 10 الكلاسيكي، ولكن دورهم الأبرز هو فى الجانب الدفاعى ومساعدة قلبى الدفاع وظهيرى الجنب عند الانطلاقات على الأطراف والتى تعتبر بمثابة السلاح الأول للفريق حيث القدرات الهجومية الرائعة للظهيرين كاربخال ومارسيلو وعرضياتهم المتقنة خاصة وأنه فى حالة تقدم أى ظهير منهم يلحقه الظهير الأخر ليفتح عرض الملعب فى حين يتواجد الثلاثى الهجومى بنزيما ورونالدو وبيل فى منطقة جزاء الخصم وجميعهم مميز بضربات الرأس، لذلك نجد أن مارسلو وكاربخال صنعا حتى الآن مع الفريق 19 هدفا وهو رقم أكثر من رائع على الرغم من كونه يمثل تهديدا دائما على الفريق نظرا للمساحات الكبيرة التى يخلفها مارسيلو تحديدا، إلى جانب السلاح المميز هذا الموسم فى الكرات الثابتة والركنيات والتى تتجسد فى قلب الدفاع الهداف سيرجيو راموس. 

 لكن ومع كل هذه الشجاعة التهديفية يعانى الفريق أمام فرق الوسط التى تكثف من عدد مدافعيها على الأطراف للحماية من خطر انطلاقات الظهيرين فى نفس التوقيت حينها يكون الفريق مضطرا للجوء إلى عمق الملعب، والذى كما أسلفنا لا يوجد به لاعب الوسط  ذو النزعة الهجومية الخالصة الذى يتمكن من المراوغة والتسديد من على حدود المنطقة او تمرير الكرات البينية.

من أجل ذلك السبب دائما ما نشاهد مطالبة الجماهير والصحافة بإعطاء إيسكو المزيد من الوقت حيث كلما شارك هذا اللاعب يتغير نسق الفريق هجوميا ويصبح أكثر تنوعا وعلى قلة مشاركاته سواء كبديل فى أغلب الأحيان أو كأساسى فقد شارك إيسكو هذا الموسم فى 13 مباراة سجل 7 أهداف وصنع 6، ولكن ما يعيق زيدان عن استمرار تواجده هو التزامه بالشكل الثابت ل 4/3/3 وعدم المجازفة بتغيير الخطة خوفا من حدوث أى تعثرات كالتى حدثت فى بداية الموسم أثناء محاولاته للعب بثلاثى فى خط الدفاع. 

 زيدان أيضا لا يستطيع أن يضحى بأى من مودريتش أو تونى كروس لما لهما من ادوار هامة دفاعية وهجومية فى تدوير الكرة بوسط الملعب وعلى الأطراف، لذلك نجد كل محاولات زيدان فى التغيير تكون على مستوى الثلاثى الهجومى بإشراك خايمس رودريغز وإيسكو وفاسكيز وإسينسيو وموراتا بالتتابع على فترات كبدلاء أو أساسيين على حساب غاريث بيل وبنزيما.

لذلك قد يبدو أن الأسلوب الذى يلعب به ريال مدريد حاليا هو الأجدر بتحقيق الفوز مهما كانت قوة المنافس وخير مثال على ذلك ما قدمه الفريق أمام خصمه الأقوى هذا الموسم بايرن ميونخ في ذهاب ربع نهائى دورى الأبطال والفوزعليه فى الأليانز أرينا 2/1 مع تقديم مستوى اكثر من رائع.

السؤال الأهم الآن هل يتمكن زيدان من استكمال ما بدأه والاستمرار فى الصدارة وتحقيق لقب الليغا الغائب منذ موسم 2011/2012، وتحقيق ثانى بطولة دورى أبطال على التوالى لاول مره فى التاريخ الحديث؟ 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها