قرارات ترمب بحق المسلمين تعيد ذكريات روزفلت عن اليابانيين

مقتل جندي أمريكي في اليمن
مقتل جندي أمريكي في أول عملية عسكرية باليمن يقرها ترمب

الوضعية التي بات عليها المسلمون اليوم في العالم، تعيد للذاكرة أحداثا عنصرية مأساوية حدثت في التاريخ القريب.

فالأمر التنفيذي الذي وقعه ترمب لمنع لاجئين من عدة دول مسلمة من دخول الأراضي الأمريكية، وإقامة سجل خاص بالمسلمين يذكر بالأمر التنفيذي الذي وقعه روزفلت في حق اليابانيين الأمريكيين في فبراير/شباط 1942 بعد الهجوم على بيرل هاربر، حيث تقرر أن كل مواطن أمريكي من أصول يابانية يعتبر “عدوا أجنبيا” يجب وضعه في معسكرات الأمن.
كانت العمليات سريعة، وعدد المعسكرات عشرة. واليابانيون 110 آلاف. فاليابانيون المشبوهين كانوا قبلا “أمريكيين ظرفاء” مندمجين، حيث كانت هناك عائلات سعيدة، وبورجوازية صغيرة ومتوسطة مكونة من مهنيين وتجار وطبقة عاملة. بعد هنيهة جُردوا من كل شيء وأصبحوا ورما يجب إزالته.
أصبحوا خطرا يشكلون تهديدا على أمن البلد، وقد صرح ساعتها وزير الحرب الأمريكي هنري ستيمسون إلى أنَّ «الخصائص العِرقية اليابانية تتمثل في أنّه لا يمكننا فهم أو الثقة حتى بالمواطن الياباني. هذا الأخير هو حقيقة ولكني أخشى أنها ستُحدث ثغرة هائلة في نظامنا الدستوري عند تطبيقها». كما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز: «الأفعى تظل أفعى أينما فقست بيضها – وكذلك الياباني الأمريكي الذي وُلِدَ من أبوين يابانيين – يكبر ليكون مواطنًا يابانيًا، وليس أمريكيًا”.

كان هذا قد وقع في دولة الحق والقانون، دولة فيها الكل متساوون وكان الضحايا مواطنون ولدو وكبروا في أمريكا ويعتبرون أمريكيين.

وكان المصور المشهور انسل آدمز حينها قد زار المعسكر الأكثر كثافة وامتلاء، مانزانار، بواد قاحل في أكتوبر /تشرين الأول 1943 بدعوة من مديره لمعاينة ضحايا أبرياء وصور تقريرا عنونه بتاريخ الأجانب الأمريكيين من أصول يابانية. وضعية كانت قد نقلتها المصورة الأمريكية دوروثي لانغ في صورتها المشهورة “الأم المهاجرة” التي تلخص معاناة المهاجرين ووضعيتهم؛ حيث كانت المعسكرات مطوقة بالأسلاك الشائكة، والحرَّاس المسلَّحون يضمنون عدم مغادرة أي شخص. التهديد بالعنف يُبقي السجناء تحت حصار دائم،وقد لقي أربعة سجناء حتفهم على يد الحراس.

قدمت امريكا اعتذارها سنة 1988 عما حدث ذات تاريخ، ولكن ترمب اليوم يعيد تفاصيل تاريخ مضى، لكن الضحية اليوم هم المسلمون واللاجئون المسلمون، الممثلون كخطر يداهم أمن البلدان التي يلجؤون إليها للاحتماء من ويلات الحرب التي تعرفها بلدانهم وهربا من حتمية الموت فيها.

هكذا يعيد ترمب للذاكرة تاريخا قد نسيت بعض فصوله لتعيد الكشف عن حضارة بلد. هي بلد الحرية والمساواة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها