اليمن على شفا الانهيار

عارف الأحمدي

مع استمرار الحرب في اليمن تزداد معاناة الشعب اليمني ويدخل الوضع الإنساني مرحلة حرجة ما استدعى منظمة الأمم المتحدة إلى إطلاق نداء استغاثة وحملة لجمع 2.1 مليار دولار لإنقاذ الوضع الإنساني ومساعدة اليمن للخروج من الأزمة .

الوضع الإنساني في اليمن كارثي وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن 17 مليون إنسان يعانون صعوبة في توفير الغذاء والدواء منهم 2.2 مليون نازح في المخيمات يعيشون أوضاع مأساوية.

وكما ذكرت التقارير فإن هناك ما يقارب 2مليون طفل يعانون نقص التغذية نتيجة لانهيار النظام الصحي منهم الكثير توفي بسبب هذا الوضع وبالإضافة إلى انتشار الأمراض المعدية حيث رصدت منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 11600 حاله مشتبه بها مصابين بمرض الكوليرا وهناك حالات تم اكتشافها بأنها مؤكدة وقد توفي العشرات جراء هذا المرض بالإضافة إلى بعض المناطق في “تهامة” وصلت إلى حد المجاعة وهي مناطق في الأساس كانت من قبل من المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية.  

كذلك هناك مناطق محاصرة ولا يدخل إليها الغذاء والدواء إلا الجزء اليسير مثل محافظة تعز المهمة والأكثر كثافة سكانية حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب 4مليون إنسان نزح منهم ما يقارب ثلث السكان نتيجة الحرب ومن تبقى تحت الحصار والقصف.

إن ما يقدم من إغاثة ومعونات لا يصل إلى مستوى حجم الكارثة هذا بالإضافة إلى عدم توفر آلية صحيحة لتوزيع هذه المعونات ولضمان وصولها إلى المتضررين بشكل عادل نتيجة وصولها إلى بعض مراكز القوى أو الاستيلاء عليها بالقوة وتوزيعها إلى غير مستحقيها أو بيعها في الأسواق.

كما أن هناك من قاموا بإنشاء منظمات ومكاتب محلية بهدف جمع أموال ومساعدات من المانحين والمنظمات الدولية بغرض المساهمة في إنهاء الأزمة الإنسانية ولكن للأسف بعضها لم تقدم أي شيء على أرض الواقع وإنها مجرد أدوات تخدم مصالح شخصية.

إن اليمن اليوم يعاني من انهيار النظام الخدمي والصحي وحتى والوضع الاقتصادي على شفا الانهيار هذا بالإضافة إلى أن عشرات الآلاف فقدوا وظائفهم بسبب الحرب وأيضا إغلاق العشرات من المصانع والشركات والمؤسسات الخاصة ما تسبب في زيادة معاناة هؤلاء الذين فقدوا أعمالهم.

الآلاف من الناس تركوا مزارعهم واتجهوا إلى جبهات القتال نتيجة لعدم توفر أدوات ومتطلبات الزراعة، إن استمرار الحرب وعدم الانتقال إلى المسار السياسي سينسف كل الإمكانات والجهود والمعونات التي تمنح للشعب اليمني ولن تنتهي معاناة الشعب اليمني إلا إذا توقفت الحرب وتوصلت الأطراف إلى حل سياسي ينهي حالة الصراع.

ولذلك ننوه ونؤكد أنه لابد من عمل مسح شامل لكل المناطق اليمنية من أجل عمل قاعدة بيانات صحيحة وحقيقية للوضع الإنساني في اليمن من خلالها يتم إيجاد الوسائل والإجراءات المناسبة لإنهاء الأزمة الإنسانية ويجب في هذا الوضع القائم وحاله الصراع الإشراف المباشر للمنظمات الدولية على عملية إنقاذ الوضع الإنساني.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها