اليوم العالمي للجودة

يعتبر اليوم العالمي للجودة فرصة للمهتمين بالجودة من المهنيين والمنشآت والمنظمات في شتى بقاع العالم للاحتفاء بما وصلوا إليه من إنجازات والعمل على زيادة الوعي.

إن من البديهي أن يدعو المبـــدع إلى الإبــداع وأن يحــــــض المحسن على الإحسان. وهذا شــأن منهج الله في دعوته الإنسان إلى الجودة والإبداع والإحسان، وصدق الله تعالى حيث يقول: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِن) النساء125).

وفي الخطاب النبوي دعوة واضحة بينة إلى الجــــودة والإتقــــان والإبــــداع والإحسان؛ مثال ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه“.

يعتبر اليوم العالمي للجودة فرصة للمهتمين بالجودة من المهنيين والمنشآت والمنظمات في شتى بقاع العالم للاحتفاء بما وصلوا إليه من إنجازات والعمل على زيادة الوعي بخصوص كيفية تطبيق نظم وأساليب الجودة، وكيفية إحداث تغييرات محسوسة في نتائج الأعمال المختلفة.

وليس بمستغرب أن تهتم الأمم بموضوع الجودة وإتقان العمل، لذا تبنت الأمم المتحدة موضوع الجودة في العام1990م بتخصيص يوم عالمي للجودة وذلك من أجل زيادة الوعي العالمي بأهمية الجودة ومساهمتها في الارتقاء بالدول والمنظمات، وسارت الدول المتقدمة على هذا المنهج حيث أصبحت تخصص يوما للجودة أو أسبوعا للجودة، وتم تحديد هذا اليوم بثاني خميس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عاموهناك العديد من المسلمات والمفاهيم الأساسية في عالم جودة الأداء، ومنها:

أولا: لا يتم التحسين والتطوير إلا إذا تم الاعتراف بأن هناك تحديات تتطلب إحداث تغيير وتطوير. ثانيا: لابد من استثمار الموارد البشرية الموجودة وإشراكهم في عملية التحسين والتطوير والتغيير والتعديل لأساليب العمل.

ثالثا: يمكن النظر للجودة على أنها منهج إداري يسعى لإيجاد بيئة العمل والآليات والمعايير المناسبة لتحقيق

التميز.

ولايفوتنا في هذا السياق أن نتحدث عن مكونات منظومة الجودة الشاملة داخل المؤسسات التعليمية؛ فمنظومة الجودة الشاملة داخل المؤسسات التعليمية تتكون من ثلاث حلقات متصلة، الدائرة الأولى

منها هي: المدخلات ويقصد بها كل ما يخص البيئة المدرسية مثل: الطلاب وخصائصهم والمعلمين ومهاراتهم والموارد المادية والبشرية بشكل عام.

أما الدائرة الثانية فهي: العمليات، ويقصد بها طرائق وأساليب التدريس، والمناهج والأنشطة التعليمية المختلفة،

وعمليات القياس والتقويم وغيرها.

أما الدائرة الثالثة فهي: المخرجات، ويقصد بها النواتج التعليمية لدى الطلاب، والإنجازات الوظيفية، وتلافي العيوب والأخطاء إن وجدت، وتحقيق رضا المستفيدين والمعنيين بالعملية التعليمية.

ومن أبرز الفوائد التي من الممكن أن تجنيها المؤسسات التعليمية من خلال تطبيق نظام الجودة الشاملة: تحسين العمليات التربوية والإدارية والأكاديمية داخل المؤسسة، وكذلك تحسين مخرجات العملية التعليمية بصورة مستدامة، وأيضا تطوير المهارات القيادية والإدارية داخل المؤسسة، وتنمية معارف وقدرات وإمكانات منتسبي المؤسسة في مختلف المجالات، وكذلك التركيز على تطوير العمليات أكثر من تحديد المسؤوليات، كذلك من خلال تطبيق نظام الجودة الشاملة يمكن للمؤسسة أن تحسن من أدائها بصورة شاملة ومستدامة، ويمكنها كذلك تقليل الهدر في النواحي البشرية أو المادية وغيرها، ويضاف لما سبق تحقيق رضا المستفيدين من المؤسسة سواء كانوا طلابا أو أولياء أمور أو معلمين أو إداريين أو المجتمع نفسه.

وختاما نقول: إن نظام الجودة الشاملة هو نظام عالمي يمكن تطبيقه في كافة المؤسسات التربوية وغير التربوية، غير أنه يحتاج إلى دقة في التنفيذ، وتهيئة المنـــاخ المناسب لتفعيله، وتوفير البيئة المدرسية المتميزة من مبان ومرافق وتدريب للكوادر البشرية والتجهيــــــزات المدرسية والمعامل والمختبرات ومعامل اللغات الحاسوب وكل ما يتعلق بالعملية التربوية التعليميــة، وكل ذلك ينبغي توفيره حتى تحصل المؤسسة على مواصفات الجودة الشاملة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها