قصة الأميرة التي لا تدفع الفواتير

حين حاولت مغادرة الديار الفرنسية وجبال من البضائع بحوزتها تحت جنح الظلام دون سداد فواتيرها المتراكمة، وكانت قد اعتادت على مثل هذه التصرفات مرات عديدة مما كان يسبب إحراجا للسفارة .

في مقال لها عن الأميرة مها بنت محمد بنت أحمد آل سعود- طليقة الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز- نشرت مجلة فانيتي فير”vanity fair“الشهيرة فصول قصة أخرى من قصص الاحتيال للأميرة مها؛ بعدما حاولت من قبل أن تنصب على محلات تجارية في فرنسا عام 2009 بما قدره عشرون مليون دولار من المقتنيات الباهظة الثمن من متاجر شارع مونتان وساحة فاندوم و غيرها، ومغادرة الأراضي الفرنسية دون سداد الفواتير.

وبعد ذلك بثلاث سنوات أعادت الكرة إذ صادر القضاء الفرنسي عام 2012 حاويتين مليئتين بالمجوهرات النادرة و حقائب اليد وآلاف الأحذية النسائية والملابس والأعمال الفنية التي لم يتم دفع قيمتها من جانب الأميرة، وعرض القضاء الفرنسي في سنة 2013المقتنيات في المزاد العلني لاسترداد حقوق المتضررين، و بقيت الأميرة مدانة بـ400 ألف دولار لشركة أجَّرت لها أكثر من ثلاثين سيارة بسائقيها يوميا ضمنها سيارتين من نوع رولز رويس فانتوم، حين حاولت مغادرة الديار الفرنسية وجبال من البضائع بحوزتها تحت جنح الظلام دون سداد فواتيرها المتراكمة، وكانت قد اعتادت على مثل هذه التصرفات مرات عديدة مما كان يسبب إحراجا للسفارة السعودية في باريس التي تضطر إلى دفع فواتير الأميرة بدلا عنها.
وكانت الأميرة سنة 2012   حسب المجلة قد نزلت لمدة خمسة أشهر في الفندق الشهير شانغاري-لا” الذي كان قصرا للأمير رولاند بونابرت ابْنُ ابنِ أخ نابوليون بونابرت، ومعها جيش من الخدم والحراس والطباخين ومصففات الشعر والسائقين وحاملي الأمتعة، محتلة 41 غرفة في الفندق الذي تتراوح تكلفة مبيت الليلة الواحدة فيه بين 750 دولارا للغرفة و23  ألف دولار للجناح، وتضيف المجلة أن الأميرة تركت خلفها فاتورة قدرها 7 ملايين دولار دون سداد رجحت بعض مصادرها أن الملك سلمان تكفل بعد ذلك بسدادها.

وتصف المجلة الأميرة بإحدى أبرز الشخصيات المدمنة على التسوق على مستوى العالم، لدرجة أنها وهي تتسوق في الفرع الرئيسي لشركة لوي فيتون في حقول الأليزيه أرسلت في طلب وجبات للتقوية وساندويتشات الهامبورغر إلى داخل المتجر، وكان هذا المحل التجاري الكبير يمدد من دوامه الليلي إلى الثانية صباحا لمعرفة أصحابه أنها لا تخرج للتسوق إلا بعد غروب الشمس وفي تلك الساعات المتأخرة، كما أنها في إحدى رحلاتها إلى جنيف، تضيف المجلة؛ اشترت سيارة لامبورغيني و أخرى من نوع فيراري رغم أنها لا تقود.

وتصفها إحدى المساعدات اللواتي خدمنها بأنها رغم ذلك امرأة ذات جاذبية وعذوبة، لكنها روح تائهة وليست بالمتعلمة، فهم (أي الأمراء) يتزوجونهن صغيرات جدا، فلا يجدن أمامهن لملء الفراغ وكسر الملل الذي يحيط بهن إلا الإغراق في التبضع.

وتصف المجلة أذواق أميرات آل سعود على لسان إحدى السيدات الفرنسيات-على دراية بعاداتهن عندما يأتين إلى باريس التي تعد من وجهاتهن المفضلة للتسوق- بالأذواق ذات الميول الصارخة والشغف بالحلي، وتقول إنهن عادة ما ينزلن في فنادق المقاطعة الثامنة حيث الأسواق والمحلات التجارية ذات الماركات العالمية، ويحجزن في فندق جورج الخامس (الذي يملكه الوليد بن طلال)، أو بلازا أثيني الذي يملكه سلطان بروناي، وتصف السيدة الفرنسية الأميرات بالنرجسيات اللواتي يعشقن الأشياء المثيرة للانتباه والجاذبة للأنظار كماركات لوي فيتون أو شانيل، وتقول
إن كميات الأحذية التي يشترينها لا يمكن تصورها، وفِي رأي المجلة فإنهن يقبلن على شراء الأحذية والحقائب بالخصوص، لأنها القطع الوحيدة التي يمكن ظهورها في السعودية بسبب العباية التي تغطي الجسد كله.

وتعتبر المجلة أن هذا الإقبال الكبير على التسوق في الخارج من طرف المرأة السعودية عموما مرده إلى انغلاق المجتمع السعودي والقيود التي يفرضها على المرأة في الفضاء العام، حتى إنهن لا يستطعن تجريب الثياب في غرف التبديل بالمحلات التجارية ويضطررن إلى تجريبها في المراحيض النسائية للمراكز التجارية، ففي الغرب يجدن نوعا من الحرية والسلاسة في التسوق.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها