فرح الشيخ تكتب: توهان

دائماً ما ينتابني ذلك الشعور وتلك التساؤلات، هل أنا لا أنتمي لهذا العالم الُمزري أم أنا المُزرية؟ هل قوى الشر الحقيقية تكمُن في العالم أم تكمن بي؟. يتبع

دائماً ما ينتابني ذلك الشعور وتلك التساؤلات، هل أنا لا أنتمي لهذا العالم الُمزري أم أنا المُزرية؟ هل قوى الشر الحقيقية تكمُن في العالم أم تكمن بي؟ أفكر كثيراً هل سئمت من إناس يستلذون بتأدية دور الضحية أم هذا التفكير في حد ذاته لأنني أحببت دور الضحية؟.

 دائماً ما أتسائل، هل أنا بالحُسن الذي تظنه نفسي والنَّاس؟ أم هذه هي النفس الأمّارة؟ للحظات أوشكت أن أوقن أنني لا أنتمي لكم، لا أريد أن أكون جزءا فاسدا منافقا في مجتمع مُذنب في حق نفسه، لا أجد نفسي في أيّ من الفئات! فأنا لست ملتزمة التزام الصحابيات كما ظننت، فكنت اُحقر من شأني وأتعجب من إيمانكم، ولكني لطالما علمت أن التدين الظاهري يطغي على أولوياتكم، رداء الصحابيات مع نّم وغيبة وحقد لا فائدة له، الحب في الله لا يصحبه المقت، فقررت ما حييت ألّا انتمي لكُن، أخوتي في الله، أنتن أفضل مني قدراً لا بأس، تباركتم.

 لطالما آمنت أن العيشة بمبادئي وأخلاقي ما لم تخالف شرع الله وتعاليمه في السلام أفضل من ذلك الالتزام المعوج أَبيّتُ إلا أن اُشغل نفسي بنفسي لنفسي، وكم من جهاد النفس في هذا، لا أعرف لمن أكتب هذه الكلمات، هل هي شعور مختلط بين حُب الذات وعدم الرضا؟ أم أنه شئ أكبر من ذلك؟ هل هذا كُره لمجتمع أردت يوماً ان أكون جزءاً منه؟ أم هذا شعور بالفشل لعدم كوني جزء منه؟ أم أنني بالفعل جزء فاسد من النفاق مع بقايا فِطرة سليمة؟ أصبحت أفعل كل ما أبغضه، أصبحت انتقد كل ما هو تافه، تمكنت مني شهوة الكلام لمجرد الكلام، وتداخل عَليّ ترك الأثر المجهول بترك بصمةُ للرياء هل هذا مقت عليكن؟ هل السبب الرئيسي في تغيري إلى كل ما كنت أكرهه أنتن؟ أم هذه هي نفسي الضعيفة؟.

لربما إحداهن تظن أن هذه الكلمات لإثارة الفتنة وتفكيك الصف لماذا لا زالوا يحتلون جزءاً من تفكيري؟ أيّ منهن أثر فيّ وعَليّ؟ لا أدري، هل أنا بهذا السوء فبعدت عنهن؟ أم أنا بهذا الحسن الذي لم يسمح لي بالتواجد معهن؟ “كلهم أصدقاء مرحلة، أصدقاء أولويات وأفكار، كل شيء هيبعد، كل شيء هيموت ” لماذا رفضت يا رفيقي؟ أخاف الموت ولكنني أكره الحياة بشِدة، لم أجد سبباً واحداً لذلك، فلدّي من رفاهيات الحياة ما يُكفي أفراد أسرة كاملة فهل هذا هو البطّر على النعمة؟ ربما لو أن أحدا اهتم بتلك الكلمات المشتتة لأعاد التفكير في تلك العلاقات المؤذية المُهلكة حتي تلك الكلمات الهامشية لن يعد لها فائدة، لا أعلم أين أنا، لا أعلم ماذا أريد، لا أعلم لماذا يحدث ما يحدث؟ حتي لا أعلم ما مصير تلك الكلمات، سيكون مصيرها الحافظة مثل ما سبقوها؟ أم سيكون لدي الجرأة الكافية لنشرها بدون خوف من هؤلاء اللاتي سيجعلونها محَّط الحديث الأسبوعي لظنهن بأن تلك الكلمات مقصودةً؟.

لا إنجاز بماضٍ يُذكر، لا أفعال بواقع يُكئب ولا بصيص لأمل مُلهم يدل على مستقبل أفضل لا ملامح للطريق، عودي ولقينا لأن الطريق توهان، لا أدري، لا يوجد شخص واحد علي هذه المجرة يشبهني؟ أم جميعهم يشبهونني ولكنني أرفض بشدة التداخل معهم؟ كل ما أذكره رفيقي، كان لي رفيق ولكنه رحل، ليس لسوء منه أبداً بل تلك هي سنة الحياة، أعلم أنه إذا تفرقت الأجساد فالأرواح تتصل، أشعر بذلك في مرورك بتفكيري، أعلم جيداً أن ما تواعدنا عليه سيظل للأبد، أعلم يا رفيقي أن أسمي معاني الصداقة هي تلك التي بلا هدف ولا تخطيط، رحلت ولكنك تركت ذكرى في كل حدث يومي جانبيّ كان أو أساسي، لازلتُ أتذكرك يا رفيقي شاغرةُ, أنت يا رأسي كمنزل مهجور منذ المجزرة، كذكريات مشوّشة لا تُنسي، بضع السنوات يا الله، أريد فقط العودة لعامي السادس عشر، لدقائق فقط، سأُعيد ترتيب أولوياتي ، لقد سئمت الكتابة، لا أحد يفهم لم سئمتها حتى أنا .

فرح الشيخ
مدونة مصرية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها