يتقاطع الأمس مع اليوم في صور شتى، وربما يفيدنا التاريخ في استيعاب ملابسات الحاضر والمستقبل بشكل أو بآخر، والسعيد من اتعظ بغيره، ولذلك قالوا “من وعى التاريخ في عقله/ أضاف أعمارًا إلى عمره”.

يتقاطع الأمس مع اليوم في صور شتى، وربما يفيدنا التاريخ في استيعاب ملابسات الحاضر والمستقبل بشكل أو بآخر، والسعيد من اتعظ بغيره، ولذلك قالوا “من وعى التاريخ في عقله/ أضاف أعمارًا إلى عمره”.
يلعب الانطباع الأول دورًا في حياة كثيرين، يخدع أغلبية لا بأس بها، يستثمره آخرون ويوظّفونه لتمرير مخططاتهم، بينما لا تنطلي المسألة على عدد من الناس، وإن كانت المسألة نسبية؛ فلماذا يؤثر الانطباع الأول؟
في الذكرى التاسعة والأربعين لاغتيالي، ولانشغال الفاشونستات والإنفلونسرز بمنصات التواصل بالترويج لأطباقهم وماكياجهم، قررت أن أنفض عني التراب وأن أتحدث باقتضاب عن محطات سريعة من حياتي، أنا غسان كنفاني.
إن شئت الإيجاز، فإن العرب تقول للرجل يُفوِّتُ الفرصة على نفسه ثم يتحسَّر عليها “الصيفَ ضيَّعْتِ اللبن”، وإن شئت الوقوف على مبعث هذا القول البديع وتفاصيله؛ فدع عنك الجُملة وإليك التفصيل.
عرفت البلاغة أطوارًا من التجديد، ولعل الأسلوبية الوريث الشرعي للبلاغة القديمة، والأسلوبية في أبسط تعريفاتها تحليل لغوي موضوعه الأسلوب، وشرطه الموضوعية، وركيزته الألسنية.
ثمة عوامل مشتركة بين الاختلاق والفبركة تلمسها في قطاعات مختلفة، والتركيز عليها يكشف مفارقات كثيرة، في حين ينجم عن التغاضي أن يتصدر المشهد أشباه مهنيين بينما ينزوي الأكفاء وأهل الخبرة.
في تداول الثقافة الشعبية خيط تماسٍ مع العربية الفصيحة، وعقول النَّاسِ على قدر زمانهم، فما نستعمله اليوم في كثيرٍ من أقوالنا واستشهاداتنا التراثية له أصل عند القدماء. من بيننا من يعرف ذلك سليقةً.
التجديد سنة الحياة، يتعين علينا أن نجدد ما وسعنا التجديد، ليس من باب كسر الروتين ودفع الملل فحسب، وإنما لأن بيننا نماذج حية تستأهل أن تأخذ حظها من الوجود والانتشار، وألا يستأثر القدماء بالجمل وما حمل.
تمضي الأيام متشابهات في كرّها وفرّها، نقابل وجوهًا ثم تتباعد الدروب، وقد تجمعنا الصدف -ويا عيني ع الصدف يا عيني- فتحملنا على جناحها، وتطوف بنا في فضاءاتها، نتنشّق عبير الأيام الخوالي وندوزن عليها.
أخرج صديقي الصحفي ربيع الشيخ هاتفه بفخر لا مثيل له، وقال سأريك صورةً وقل لي رأيك! قلت: هات! وصاحبي هذا له ذوقٌ في انتقاء الصور، يجعلك تتمنى في نفسك الأمنيّات، ترجو أن تتحول الصور إلى واقع.